أعلن الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، عزم الشركة استثمار أكثر من خمسين مليار دولار في قطاع المحروقات على مدار السنوات الخمس المقبلة في إطار مخطط تطوير لفروعها. وقال ولد قدور، الأربعاء، على هامش زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى مشروع مركب مجمع توات غاز بواد زين بولاية أدرار، إن سوناطراك ستستثمر خمسين مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة أي بمعدل 10 مليار دولار سنويا في جميع المجالات (الاستكشاف والاستغلال والتكوين...). وتابع قوله أن الأرقام الدقيقة للاستثمارات التي تنوي سوناطراك استثمارها ستكون جاهزة بحلول سنة 2018. كما أوضح ولد قدور ان مخطط التطوير لا يخص سوناطراك فقط كشركة ام ولكن يخص فروعها أيضا. وأضاف انه "يجب على فروعنا أن تتطور كذلك لأن لديها الكثير لتتعلمه ويجب مساعدتها على تحقيق ذلك". وقال في هذا السياق أن سوناطراك ستعرض مخطط التطوير على جميع المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة في أفاق نهاية 2017، أو مطلع سنة 2018، معتبرا أن "ذلك سيسمح بمعرفة ما يمكنها تحقيقه وما ينقص لتجسيده وانطلاقا من ذلك يمكننا تحديد جميع احتياجاتنا والسعي لتحقيقها حتى نتمكن جميعا من المضي قدما إلى الأمام". ودعاهم في هذا الخصوص إلى المشاركة أكثر في إنجاز المشاريع الغازية والنفطية وتطوير مهاراتهم من أجل الحصول على عقود انجاز والتكفل بمخطط تطوير سوناطراك.
ولد قدور يأمر بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع ونوه الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، بالتقدم الذي حققته المؤسسات الوطنية في انجاز المشاريع الغازية والنفطية، مع الإشارة إلى بعض النقائص التي يجب تداركها. وأوضح ولد قدور أن "رؤية المؤسسات الوطنية تنجز هذا النوع من المنشآت المعقدة وفي ظروف مناخية وطبيعية صعبة جدا يعتبر أمرا رائعا، لذلك يجب تشجيعها ومرافقتها حتى تتطور أكثر رغم التأخرات المسجلة في تسليم تلك المنشآت". وأضاف الرئيس المدير العام لسوناطراك أن غالبية مشاريع الشركة سجلت تأخرا لكن "يجب أن نتعلم من هذه التأخيرات حتى لا تقع الأجيال القادمة في ذات الأخطاء". وتابع قوله أن هناك نقائص يجب تداركها في تسيير المشاريع ومهارات يجب تطويرها، سيما لدى سوناطراك التي تعد المؤسسة الأولى في الجزائر. وبخصوص مشروع توات غاز الذي سيتم استلامه في فبراير 2017 لكنه يعرف تأخرا بأحد عشر شهرا حسب توقعات المؤسسة، فقد أكد ولد قدور أن المشروع قد سجل تقدما كبيرا منذ زيارته الأخيرة في جوان 2017 ، إلا انه لا زال يعرف تأخرا مما يتطلب تدارك تأخر معتبر. في هذا الصدد، طلب من مسؤولي المشروع تسريع وثيرة أشغال الإنجاز حتى تتم عملية التسليم في الآجال المحددة. تجدر الإشارة إلى أن مشروع توات غاز الذي يعد ثمرة شراكة بين سوناطراك وانجي (فرنسا) سينتج 12.8 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، أي 4.5 مليار متر مكعب سنويا و344 متر مكعب من المكثفات يوميا. ويتم انجاز هذا المشروع الذي تقدر تكلفته الاستثمارية ب1.1 مليار دولار (55 بالمائة من سوناطراك و45 بالمائة من انجي الفرنسية) من قبل عدة مؤسسات جزائرية، من بينها المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى والشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء، وكذا المؤسسة الاسبانية تيكنيكاس ريونيداس. وتتوفر هذه المنشاة التي تم تمديد أجال استلامها إلى نهاية الثلاثي الأول 2018 على 9 حقول غازية تتوفر على 21 بئرا من بينها 3 مهيأة للاستغلال.
استلام مشاريع غازية مطلع 2018 وأكد ولد قدور أن مجمع سوناطراك سيستلم عديد المشاريع الغازية بحلول مطلع 2018 ، مما سيسمح بزيادة مستوى إنتاجها الغازي وهي مشاريع مجمع رقان ومجمع تيميمون وحاسي بارودا التي سيتم استلامها قبل نهاية 2017 ، في حين أن مشروعين آخرين هما توات غاز وامغار فمنتظرين خلال الثلاثي الأول 2018. كما أشار المسؤول ذاته إلى أن الإنتاج الوطني للغاز سيشهد ارتفاعا اكبر ابتداء من 2019 و2020 مما سيسمح بتوفير كميات أخرى تخصص للتصدير. وأوضح ولد قدور في هذا السياق ان سوناطراك لديها الإمكانيات لتجسيد التزاماتها مع شركائها الأجانب في مجال تصدير الغاز الطبيعي. وأضاف أن المجمع بصدد استرجاع كميات هامة من الغاز الطبيعي بفضل استراتيجيته الجديدة للتوسع، مؤكدا أن بإمكان المجمع يضع في السوق مع نهاية السنة 93 مليار م3 في السوق من بينها 53 مليار م3 مخصصة للسوق الخارجية. كما أكد على ضرورة الرفع من التكلفة سواء عند الإنتاج أوالبيع، سيما في الظرف الحالي المتميز بالانخفاض الكبير لأسعار برميل النفط في الأسواق العالمية قائلا "لما كان برميل النفط يساوي 150 دولار كنا مرتاحين لكن بسعر 50 دولار يجب علينا الحذر أكثر". وأشار في هذا الخصوص إلى أن سوناطراك في تفاوض مستمر مع شركائها الأجانب من أجل إيجاد مقاربات اقتصادية جديدة يجب أن تقوم عليها العقود المقبلة.