تحولت الجداريات المخصصة لإشهار صور وبرامج المترشحين لانتخابات 23 نوفمبر المقبل، إلى عروض للتهكم والسخرية من بعض مرشحي الأحزاب في الانتخابات المحلية ونصرة للدعاة والفنانين والرياضيين. بدلا من الاطلاع على برامج المترشحين، أصبحت مواقع لإشهار دعاية جديدة لصور الدعاة والفنانين والممثلين والرياضيين، في حملة معاكسة للمترشحين المحليين، تظهر مدى النفور من هؤلاء، لا سيما الذين أعادوا ترشيح أنفسهم لمرات عدة في أحزاب مختلفة على طريقة التجوال السياسي أو ما أصبح يعرف ب "الحرس القديم". وحول بعض الأشخاص جداريات الإشهار فضاء لاستعراض محبيهم من دعاة وفنانين ورياضيين عكس المترشحين أنفسهم، في مشاهد مؤسفة تبين مدى كره البعض للمترشحين وأحزابهم السياسية بطريقة الضرب تحت الحزام. وفضل البعض صورا وكتابات مؤيدة للداعية السعودي عائض القرني على مرشح ذي توجه إسلامي، بينما فضل آخرون، خصوصا قرب الجامعة، تعليق صورة الفنانة اللبنانية إليسا، على حساب مرشح للمجلس الشعبي الولائي في حزب كبير، في حين تحولت صورة مرشح لحزب شعبي إلى صور للعب البرازيلي نايمار، ما يوحي بأن الانتخابات المحلية ستكون تهكمية أكثر من سابقتها. من جهة أخرى، تمكن موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك من أن يفعل فعلته، حيث حول الحملة الانتخابية الهامدة إلى موجة للطرافة والفكاهة والتنكيت في ولايات الجنوب عموما، حيث يعلق البعض على الوضعية المزرية لولايات الجنوب، إذ كتب أحدهم: "حرام، زوروني كل سنة مرة"، في حين رد آخر: "لماذا يحرم المعاقون من الترشح للانتخابات المحلية.. أليسوا جزائريين.. وما العيب في ذلك؟". ويبدو أن المواطن وجد في الحملة المضادة وإن كانت لفائدة الدعاة والفنانين والرياضيين راحته أكثر مما يجدها في المرشحين، خاصة الوجوه القديمة منهم، الذين اعتادوا تسويق "الهف" إلى المواطنين. ويرى "فلقت الشيخ"، المختص في علم النفس، أن انتشار هذه الظاهرة في المجتمع يوحى بمكبوتات كبيرة وعميقة للظروف التي يعيشها المواطن حاليا، وهي تعابير حقيقية للميول الشخصية، تظهر مدى الاتجاه السياسي بطريقة معكوسة تحتاج إلى دراسة معمقة لحالة الرأي العام.
أصحاب السيارات يتهافتون على مداومات الأحزاب شهدت مداومات الأحزاب والقوائم الحرة بسوق أهراس، تهافتا كبيرا من أصحاب السيارات والحافلات، الذين يعرضون خدماتهم، ويسعون لتأجير مركباتهم إلى المترشحين خلال الحملة، لتكون الانتخابات مصدر رزق للعاطلين، من أصحاب المركبات.
من التجوال السياسي إلى التجوال الجغرافي سجل بإحدى كبريات بلديات ولاية الأغواط، ترشح رئيس بلدية سابق على رأس عاصمة الجهة الشمالية للولاية، بعد أن قضى 3 عهدات منتخبا ببلدية مجاورة، منها اثنتان رئيسا للمجلس الشعبي البلدي. وهي ظاهرة انتخابية دخيلة لم يألفها المجتمع الأغواطي، علّق بشأنها بعض سليطي اللسان، بالقول إننا لم نتخلص بعد من التجوال السياسي حتى حلّ بنا تجوال من نوع آخر سموه "التجوال الجغرافي أو البلدي".. اسم جديد.
مير يبدأ حملته من "لافاج"! استغرب مواطنون في بلدية بوهران التصرّف الذي أقدم عليه رئيس بلدية انتهت عهدته وعاود الترشح للمحليات، حيث ظلّ لصيقا بصاحب محل لغسيل السيارات (لافاج)، متوسّلا إيّاه لتنشيط حملة انتخابية لصالحه لكون محلّه معروفا ويقصده كثير من الزبائن الراغبين في غسل سياراتهم.
تسريحات السهرة وملابس مثيرة لجلب الانتباه أغلب الصور التي تضمنتها القوائم المتنافسة على المحليات المقبلة بولاية تيزي وزو، تتضمن صورا لمترشحات، أغلبهن بملابس مثيرة وتسريحات تليق بالسهرات أكثر منها بصور توضع على الملصقات، حيث علق أصحاب الألسنة الطويلة على الأمر، بأنهن ركزن على المظهر حتى لا يتسنى للناخب النظر إلى هويتهن ومستواهن والاكتفاء بالنظر إلى جمالهن الاصطناعي.
مترشحون يشترون الخمور ل"بلطجية" الانتخابات لوحظ بعدد من بلديات سكيكدة، اعتماد الكثير من المترشحين على البلطجية و"الزطالجية" والمسبوقين قضائيا والمجرمين، والذين هم في حاجة لكمشة من الدنانير لترويج برامجها الانتخابية، واعتمادها عليهم في تأطير ومراقبة الانتخابات، واعتمادها عليهم في الممارسات السياسية الليلية، المتعلقة بلصق وتمزّيق الأوراق الإشهارية للمترشحين، كثير من الأحزاب والتشكيلات السياسية تقتني صناديق من الخمور والمشروبات الكحولية وتضعها تحت تصرّف جيوش من خفافيش الليل مدججين بسيوف وأسلحة بيضاء، مهمتهم محاربة المنافسين وتخويفهم وترعيبهم، بينما يتحدث ممونو هؤلاء في التجمعات والخرجات الجوارية عن أمن البلاد والعباد ونزاهة العملية الانتخابية.
الأسد يخطف الأضواء من المترشحين غطت أخبار الأسد الطليق، على أخبار الانتخابات وحجبت الاهتمام عن المترشحين، بولايات قالمة والطارف وحتى سوق أهراس، التي لا يزال سكانها يتابعون باهتمام أخبار الأسد الهارب، ويقتفون أثاره، ويستقون أخباره أولا بأول، بعيدا عن الخطابات الجافة التي يقدمها المترشحون في القرى والمداشر، وحتى في القاعات التي تحتضن تجمعاتهم الشعبية ولتي ظلّ أغلبها شاغرا.
حنون تستعين بالبهلوانات والمهرجين لجأ القائمون على الحملة الانتخابية لحزب العمال في معسكر إلى الأسلوب البهلواني والكوميديا في تنشيط التجمع الشعبي الذي نظمته لويزة حنون بالقاعة المتعددة الرياضات بالمحمدية، حيث تناوب على المنصة كل من الكوميدي نور الدين باريقو وبعض البهلوانيين لإمتاع الجمهور الحاضر بالفكاهة، قبل وصول الأمينة العامة.
واش جاب بوخنيفرة.. لأردوغان؟ صنع شعار كتبه أنصار الأفلان حول مرشحهم المدعو بوخنيفرة الحدث على مستوى بلدية شير ولاية باتنة بسبب مقارنة "بلقاسم بوخنيفرة" بالطيب رجب أردوغان بل تم منحه لقب أردوغان الشاوي. وسرعان ما تحول اللقب الممنوح للرجل إلى مثار جدل وسخرية بحكم أن منطقة واد عبدي لا تحتوي على مصنع واحد ولا نسيج صناعي بل تعاني من تلوث واد عبدي بالمياه القذرة أي نفس المشكلة التي حلها أردوغان غداة توليه رئاسة بلدية إسطنبول التي باتت تملك مجمعات للصناعة وأفران تبيع الخبز وتخصص أجزاء منه للفقراء مجانا.
"أنت مير وأنا مير .. شكون يسوق الحمير؟" تفاجأ صاحب مزرعة قريبة من عاصمة الولاية البيَّض، من كون جميع أبناءه وحتى البنات مرشحون في الانتخابات المحلية وفي أحزاب مختلفة؛ ففي الوقت الذي فضل ابنه الأكبر الترشح ضن قائمة أحد أحزاب الموالاة رشحت ابنته الجامعية نفسها في قائمة حزب التحالف الوطني. أما ابنه الأوسط اختار حزب القوى الاشتراكية ليجد نفسه وحيدا من غير قائمة. صاحب المزرعة هاله مشهد ترشح أبنائه، فما كان منه إلا الاستشهاد بمقولة: "أنت مير وأنا مير شكون يسوق لحمير؟"، في إشارة منه إلى من يتكفل بأشغال وأعمال المزرعة أثناء الحملة الانتخابية.
500 دج لمن يعلق قائمته على جدار المحلّ رفض أحد التجار المعروفين بوسط مدينة البيّض، تهافت المرشحين على إلصاق منشوراتهم الدعائية وقوائمهم دون مقابل مادي وحجته في ذلك أنه أعاد طلاء محله بعد التشريعيات الماضية. وبالتالي فهو يشترط أن يدفع المرشحون الراغبون في إلصاق منشوراتهم الدعائية مبلغ مالي رمزي حسب رأيه يتمثل في 500 دج مقابل إلصاق المنشور في واجهة محله.
أصوات ب 30 دينار لم يجد متصدر إحدى القوائم الانتخابية للمجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو، طريقة للظفر بمقعد في العهدة المقبلة، سوى حث مناضليه على السعي جاهدين من اجل جلب سكان المنطقة الى صناديق الاقتراع والظفر بأصواتهم، ودلك بدعوتهم الى المقاهي ودفع ثمن القهوة لهم، مصرحا ماذا تعني 30 دج أو 25 دج تصرفها على فنجان قهوة من اجل كسب صوت الناخب والفوز بالانتخابات؟
"ميركاتو" سياسي بين المنتخبين لم يقتصر التجوال السياسي من حزب لآخر لدى بعض المترشحين بولاية المسيلة، خلال فترة وجيزة، بل تعداه الى التجوال من بلدية لأخرى، من خلال ترشح مير سابق في تارمونت في احدى القوائم ببلدية حمام الضلعة المجاورة، وهو الأمر ذاته بالنسبة لرئيس بلدية مجاورة لبلدية المسيلة، الذي فضل هذه المرة تصدر قائمة حزب الشباب بعاصمة الحضنة مباشرة رغم أنه لايزال رئيس بلدية، وغيرها من الأمثلة التي وصفها متابعون للشأن السياسي على الصعيد المحلي ب"الميركاتو" السياسي وتصدير واستيراد المنتخبين تحت أنظار الإدارة التي لم تحرك ساكنا ولم تتخذ أي قرارات.