أثارت تعليمة وزيرة التربية نورية بن غبريط، الخاصة بدروس التحسيس بالواجب الانتخابي وسط تلاميذ الأطوار الثلاثة، جدلا واسعا بين جمعيات ونقابات التربية، منهم من يعتبرها فرصة لتعليم التلاميذ مبادئ النقاش والحوار وتنمية الولاء للجزائر وإدراك أهمية اختيار الممثلين وإبداء الرأي والرأي الآخر، ومن رأى فيها خدعة من الخدع السياسية تجعل من التلميذ طرفا ضاغطا لخروج أوليائهم يوم 23 نوفمبر إلى صناديق الاقتراع، دون مراعاة الظرف الذي يعيشه التلميذ مع اقتراب امتحانات الفصل الأول قبل عطلة الشتاء. اعتبر الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات، التعليمة التي أصدرت وزارة التربية الوطنية الخاصة بتقديم دروس يوم الأحد القادم، للتحسيس بالواجب الانتخابي وسط التلاميذ في الأطوار الثلاثة، هو طرح لفكرة بيداغوجية بهدف الوصول إلى أهداف سياسية، وقال إن تلاميذ الابتدائي في منأى عن هذه الأمور والتي لا تخدم إلا أشخاصا معينين وقد تشوش عليهم أفكارهم في وقت يحتاجون فيه إلى تركيز وهدوء نفسي تحضيرا لامتحانات الطور الأول من السنة الدراسية الجارية. ويرى حميدات، أن هذه الدروس والتي هي موجهة للسنة الرابعة والخامسة ابتدائي وأقسام المتوسطات والثانويات، ورغم أنها مدرجة ضمن البرنامج البداغوجي من قبل، إلا أن اختيار تقديمها للتلاميذ تزامنا والانتخابات المحلية، بمثابة تجنيد متعمد لهؤلاء للضغط على أوليائهم وحثهم على الانتخابات ويعني حسبه، أن مشاركة غير مباشرة من طرف التلاميذ في حملة انتخابية محلية. وأوضح، الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات، أن الظرف الحالي والذي يعيش فيه مئات من التلاميذ عبر التراب الوطني خاصة في المناطق النائية، يدعو وزارة التربية إلى إصدار رسائل وتعليمات بيداغوجية هادفة، للتضامن مع التلميذ المحتاج والفقير، وخلق التعاون والتواصل بين أطفال مدارس المناطق النائية والحضرية بجمع الألبسة والأكل والأدوات للمحتاجين إليها. وبذلك يمكن للوزارة أن تزرع بالتواصل البيداغوجي، التواصل الاجتماعي وسط المدارس، نافيا أن تكون تعليمة وزارة التربية الوطنية، تهدف لتحقيق التعليم بالمقاربة بالكفاءات ورغم وجود دروس حول الوطنية والانتخابات إلا أن هذه التعليمة حسبه، تعطي لمسة سياسية أكثر منها بيداغوجية. من جهته، قال أحمد خالد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، إن التعليمة ليست بدعة أو ابتكار، وإنما هي توصيات اليونسكو والأمم المتحدة، والقانون الخاص بالطفولة، والإعلان العام لحقوق الطفل، وهي توصيات تحث على تلقين التلميذ قبل أن يبلغ ال10سنوات دروس تحمل المسؤولية واختيار ممثله في المدارس من خلال شرح طريقة الانتخاب. وأكد أن التعليمة ليست مبادرة فردية من وزيرة التربية نورية بن غبريط وإنما هي برنامج تم تسطيره مسبقا. وعن اختيار طرح دروس التحسيس بالواجب الانتخابي تزامنا مع الانتخابات المحلية، أوضح احمد خالد، أن الهدف من ذلك أن يعيش التلميذ حدثا ملموسا مصورا مجردا وذلك في إطار المقاربة بالكفاءات علما حسبه أن الدروس موجهة في الطور الابتدائي لتلاميذ السنة الرابعة والخامسة.