عندما تأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم بعد موقعة أم درمان لم تكن أحلام الطفل محمد مفتي إبن العاصمة أكثر من النجاح في السيزيام لمتابعة مونديال مريح عبر الشاشة، فهو الذي لم يركب طائرة في حياته ولم يزر أي بلد، كانت أحلامه بريئة مثل سنه، ولكن مشاركته في طومبولا سوني إريكسن قلبت حياته رأسا على عقب، فركب الطائرة ست مرات في ثلاثة أيام وزار بلد المونديال وتمتع بسفاري شاهد من خلاله الحيوانات المتوحشة وأجبر أهل الزولو ببراءته على تشجيع الجزائر والتقى بحارسه المفضل الإسباني كاسياس، حيث هتف في أذنه النشيد الذي يحمله في قلبه "وان تو ثري فيفا لالجيري".. * محمد مفتي ومن دون أن يخطط لعطلته الصيفية وجد نفسه رفقة 31 طفلا من كامل المعمورة يحمل علم الفيفا ويدخل ميدان الملعب أمام أنظار الملايير من عشاق لعبة كرة القدم.. وعندما سألته الشروق اليومي عن إحساسه، ردّ ببراءة "أنا لا أصدق ما حدث لي، فقد سافرت إلى جنوب إفريقيا وكنت محاطا بالحرس الخصوصي الذي حماني وتم تكريمي برحلة سفاري شاهدت فيها الحيوانات المختلفة التي لم أتصور في حياتي بأن أتمتع بمشاهدتها، إضافة إلى برنامج رياضي وترفيهي حاولت فيه قدر المستطاع أن أعطي لبلدي الصورة الجميلة، وكلما أزور مكانا في جنوب إفريقيا أحمل علم بلادي معي وأيضا شارة الشروق اليومي ومؤسسة سوني التي وفرت لي رحلة العمر، وتمكنت من جرّ الكثير من الأوربيين وأبناء وبنات الزولو على تشجيع المنتخب الجزائري فحفظوا عن ظهر قلب الكثير من هتافاتنا التشجيعية.. سوني إيريكسن حققت أحلام الطفل محمد مفتي الكثيرة جدا في ثلاثة أيام وبقي حلمه الأكبر أن يتأهل الخضر للدور الثاني بفوزهم على الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى يتحقق ما قاله لأصدقائه من سويسرا والدانمارك واليونان بأن زيارته إلى جنوب إفريقيا لن تكون تاريخية بالنسبة إليه وإلى عائلته فقط وإنما لكل الجزائر.