فرحة النجاح ب " السيزيام" لم تكتمل هذا العام امتزجت فرحة الأطفال بنجاحهم الأول في شهادة الخامسة ابتدائي التي تمكنهم من اجتياز الطور الابتدائي و الانتقال للتعليم المتوسط بمرارة الخسارة الكبيرة التي كانت من نصيب المنتخب الجزائري في أول ظهور له في المونديال ، إذ ألغى البعض أعيادهم الصغيرة التي كانوا يأملون أن يحتفلوا فيها بنجاحهم رفقة أفراد العائلة و الأصدقاء ، و قلص البعض الآخر حفلاتهم لتقتصر فقط على أقرب أفراد العائلة . أمين طفل في التاسعة من العمر اجتاز لأول مرة شهادة رسمية في حياته ، و كان خلال فترة التحضير لها مشتتا بين المراجعة لامتحاناته و تقصي أخبار الخضر ، و كان يأمل أن يكمل الفوز بها فرحته بالنجاح ،غير أن خيبته كانت كبيرة إلى درجة أنسته طعم النجاح و أفقدته نكهة متابعة المونديال: " لن أتابع المونديال إذا خرج منه الخضر"، أصدقاء أمين، أصيبوا هم أيضا بالإحباط و لم تعد تبدو عليهم أي مظاهر للفرح . " كنت أمل في إقامة استضافة صغيرة لبعض الأقارب و الأحباء و أصدقاء ابني بعد فوز الخضر في مباراتهم الأولى،و لكن الخسارة غيرت كل برنامجي ، الآن لم يعد يحلو لي الاحتفال بنجاح ابني الأول في ظل خسارة الخضر" كما تقول أم أمين مضيفة أنها ستؤجل حفلاتها الصغيرة لبعد المباراة القادمة لأنها مازالت كما قالت متفائلة بالفوز. إكرام و رحاب فازتا هم أيضا بتأشيرة العبور للأولى متوسط بتفوق، بعد ظهور النتائج دعت إحداهما الأخرى لاحتفالها الصغير بالنجاح الذي ستقيمه في البيت والمبرمج مباشرة بعد مباراة المنتخب الوطني مع سلوفينيا ، التي كانت هي وعائلتها يأملون في أن يبتسم الحظ فيها لمحاربي الصحراء ، لكن الخسارة غيرت خطة الصغيرة للفرح بعد الحزن الذي خيم على الأجواء ،حيث اختارت تأجيل الحفلة إلى يوم الجمعة القادم على أمل أن تكون مرتبطة هذه المرة بنتيجة مشرفة . " كنت ألاحظ رحاب و هي تتابع مجريات المباراة بانفعال كبير ، كان وجهها شاحبا و عيناها جاحظتان في الشاشة لدرجة أنني خفت عليها في إحدى اللحظات المتوترة ، فحاولت بعد الهزيمة أن ارفع من معنوياتها و أخبرها أنني قررت دعوة أقارب العائلة ، و طلبت منها أن تدعو صديقاتها لنقيم احتفالا بنجاحها في شهادة /السيزيام/ ، لكنها رفضت و طلبت مني تأجيلها لما بعد المباراة القادمة " . كذلك كان الحال بالنسبة لسوسن و سامي و هما شقيقان توأمان تحصلا في نفس السنة على شهادة الخامسة ابتدائي و كانت و والدتهما قد شرعت في التحضير لحفلة اعتزمت إقامتها في اليوم نفسه للمباراة معتقدة أن المنتخب الجزائري فائز لا محال على فريق سلوفينيا ، غير ان النتيجة السلبية للمباراة أضفت مذاقا باهتا على الاحتفال الذي تقلص فجأة و اقتصر فقط على سوسن و سامي و إخوتهما الكبار الذين حاولوا جاهدين صنع جو بهجة للرفع من معنوياتهما ، لكن محاولتهما باءت بالفشل لأن الجميع كان يشعر بالإحباط، " كنت أتمنى أن يفوز الخضر ليزيدوا من فرحة نجاحنا و نحتفل معهم كما احتفلنا من قبل بفرحة التأهل " كما تقول سوسن التي كانت تشعر هي الأخرى بثقل الهزيمة كباقي الجزائريين. الأطفال أيضا كانوا حاضرين بقوة ضمن جمهور الخضر العريض في الجزائر و تابعوا بشغف كبير مجريات مباراة الجزائر سلوفينيا ، التي جاءت يومين فقط بعد إعلان نتائج شهادة الانتقال للتعليم المتوسطة و قدمت كشوف النقاط صبيحة المباراة ، مما جعلهم متفرغين كليا لمتابعة هذه المبارة و مرتاحين نفسيا لأنهم حققوا النجاح الذي اجتهدوا من اجل الفوز به طيلة السنة ، غير أن الخسارة القاسية أفسدت مشاريع فرحهم الصغير. أ