تكبّد التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" خسائر فادحة في شقّه العسكري خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، بعد ما فقد أكثر من 20 عنصرا في عمليات متفرقة، زادت من النزيف البشري لعناصره، بعد النزيف المادي، موحية بدنوّ نهاية هذا التنظيم. الخسائر البشرية التي هزّت تنظيم "درودكال" خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر جاءت حسب متتبعين للوضع الأمني نتيجة للخيار الذي ذهب إليه درودكال نتيجة الحصار المفروض عليه، وهو خيار حرب العصابات، والتي لم تؤت أكلها، مكلّفة عشرين عنصرا من أتباعه. فقوات الجيش التي تبنّت إستراتيجية عسكرية جديدة، مكّنتها من القضاء على 4 إرهابيين بتيزي وزو على إثر عملية تمشيط تلت إشتباك جمعها ببعض العناصر الإرهابية بغابات سيدي علي بوناب، على الحدود بين بومرداس وتيزي وزو، فيما كانت الضربات الأقسى تلك التي سجلتها ولاية بومرداس في نفس الأسبوع بكل من ميزرانة أقصى الشرق، حينما تمكنت وحدات الجيش من الإطاحة بخمسة إرهابيين، كانوا بصدد نقل المعونة لمعاقل التنظيم بالمنطقة، مسترجعة ثلاثة رشاشات، لتليها العملية الإنتحارية التي وصفت بالفاشلة ببلدية عمال جنوب الولاية، والتي كانت تستهدف إحداث مجزرة في المركز المتقدم للدرك الوطني، والإستيلاء على الأسلحة والذخيرة، لينقلب السحر على الساحر، حيث لم تتجاوز الحصيلة التي لحقت بصفوف الدرك الوطني عنصرين، في حين سقط ثمانية إرهابيين أثناء الهجوم، ليتم العثور على ثلاثة جثث أخرى بعد يومين في مكان قريب من موقع العملية، مسفرة عن حصيلة كاملة قدّرت ب 11 إرهابيا، بينهم قائد العملية الإنتحارية التي ضمّت قرابة 30 عنصرا توافدوا من ولايات مختلفة للمشاركة في العملية الإنتحارية الفاشلة. وتشير مصادر على صلة بالملف الأمني بمنطقة الوسط، أن التنظيم الإرهابي تلقى ضربات موجعة خلال السنتين الأخيرتين تضاهي بكثير ما تلقاه خلال العشر سنوات الماضية. وما زاد من حجم الأزمة، تراجع عناصر التجنيد الجديدة، وتفكيك خلايا الدعم التي كانت تمثل الخلفية الرئيسية لنشاط "درودكال"، كل ذلك جعل وضع "الجماعة السلفية" في الجزائر تعيش تمزّقا حادا.