أصدرت مؤخرا، الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية عدة أعمال تصب في الشأن الفلسفي والأكاديمي، وفي مقدمة ذلك كتاب الدرس الفلسفي في الجزائر التحديات والآفاق، كما تذكرت المفكر عبد الرحمان بوقاف بمؤلف جمعت فيه أبرز مقالاته الأكاديمية التي تصب في قراءة الفلسفة الغربية والعربية وواقع الفلسفة في الجزائر. حافظت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية التي يترأسها الدكتور عمر بوساحة على تقاليدها في مجال النشر والاستمرارية في برمجة مختلف الأنشطة العلمية والأكاديمية، حيث كان الكتاب الذي صدر مؤخرا بعنوان "الدرس الفلسفي في الجزائر.. التحديات والآفاق"، مناسبة لجمع أعمال المؤتمر السنوي للجمعية الذي نُظم شهر أفريل المنصرم، وعالج واقع الدرس الفلسفي في الجزائر والعالم العربي من الجانب البيداغوجي، وسبل ترقية الفلسفة لتنمية الوعي المدني والحضاري، وفي السياق ذاته تذكرت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية الدكتور عبد الرحمن بوقاف بكتاب شمل عددا هاما من مقالاته الأكاديمية، وحسب الدكتور عمر بوساحة فإن المشتغلين في الحقل الفلسفي يعرفون ثقل الرجل وعمق تحليلاته، بالنظر إلى المكانة التي يحظى بها في الجامعة الجزائرية، ودوره الفعال في توجيه الدرس الفلسفي إلى موضوعاته ومصادره الأساسية في الجزائر، ما جعل الكتاب حسب محدثنا يتضمن مجموعة مقالات نشرها الدكتور بوقاف في عديد المجلات الأكاديمية، وتناولت أهم أعلام الفلسفة العالميين والإشكاليات التي اشتغلوا عليها، وبعض قضايا الفكر العربي المعاصر التي شغلت رواد عصر النهضة والمفكرين المعاصرين، إضافة إلى تشريح واقع المشاريع الفلسفية في الجزائر. وفي التعليم الثانوي، أصدرت الجمعية كتابا تعليميا يخص الدروس الفلسفية، أنجزه مفتش الفلسفة المتقاعد الأستاذ عبد العزيز فورار بعنوان "فلسفيات البكالوريا"، قدم فيه بالشرح والتحليل ليكون في متناول التلميذ وسندا للأساتذة، في الوقت الذي حافظت الجمعية على انتظام صدور مجلتها التي تسير نحو نشر عددها الرابع في شهر أفريل المقبل، وتمثل حسب الدكتور بوساحة وجه الجمعية ورهانها مع مؤتمرها السنوي في الداخل والخارج، حيث يشرف على المجلة طاقم علمي جزائري وأجنبي، يقودهم أستاذ الفلسفة في جامعة قسنطينة الدكتور محمد جديدي. وحسب الدكتور عمر بوساحة فإن الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية تعمل على إصدار أعمال فلسفية لمؤلفين جزائريين حول قضايا الفكر الفلسفي المعاصر، وتوزعت موضوعاتها حول الخطاب الفلسفي الجزائري واهتمامات الفكر الفلسفي في العالم وأعلامه، مثل كتاب المرجعية الفكرية لمشروع محمد أركون الحداثي للدكتور فارح مسرحي، وكتاب يورغن هابرماس للأستاذة جميلة حنيفي. كما أصدرت الجمعية كتابا حول الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي بعنوان "الإبراهيمي وسؤال الحداثة"، وهي الدراسة التي أثارت حين صدورها الكثير من النقاش حول علاقة الإبراهيمي بقضايا الحداثة، موازاة مع ذهاب البعض إلى القول بأن الرجل لم يبرح الفكر الديني وقضايا اللغة.