باشرت مصالح الأمن بولاية عنابة في نهاية الأسبوع تحقيقات جنائية معمقة على خلفية بث شريط مصور بقناة الجزيرة القطرية تعرض إلى مشاهد من الاضراب الأخير الذي شهده مركب أرسيلور ميطال للحديد والصلب بالحجار عنابة. وبحسب مصادر الشروق اليومي فإن هذا الشريط المصوّر يكون قد أرسل من طرف أحد النقابيين للقناة بواسطة تقنية اليوتوب. * وكشفت ذات المصادر أن المصالح الأمنية تكون قد استمعت في البداية إلى الأمين العام لنقابة أرسيلور ميطال المستقيل اسماعيل قوادرية بعد إجرائها لتحريات دقيقة حول هوية الجهة التي قامت بتصوير الشريط داخل المركب، والتي جعلت التخمينات الأمنية تحوم حول محيط الأمين العام في هذه القضية الخطيرة. * وأكدت مصادرنا أن الأمين العام لنقابة أرسيلور ميطال الذي قدم استقالته منذ حوالي 10 أيام بعد تلقيه تعليمة زعيم المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد المتضمنة التوقيف الفوري للاضراب والامتثال لحكم العدالة التي أقرت بعدم مشروعيته، قد تم التحقيق معه على مدار جلسات مطولة للتأكد من هوية المرسل ودوافع اللجوء إلى هذه المؤسسة الإعلامية الأجنبية بالذات لعرض جوانب من هذه الحركات الاحتجاجية داخل أحد المركبات الصناعية الكبرى في الجزائر. وقد أنكر المعني التهم الموجهة إليه في إرسال الشريط إلى قناة المستقلة، موضحا أن عمليات التصوير تشرف على تنفيذها مصلحة اتصال متعاقدة مع النقابة تقوم بإنجاز وتصوير كافة التظاهرات العمالية داخل المركب. * وكان اسماعيل قوادرية قد ظهر قبل شهر على نفس القناة، وهو يقود تجمعا عماليا بداخل مركب الحجار، مما يوحي بتكرار عمليات إرسال أشرطة تصوير عبر اليوتوب إلى القناة القطرية التي كانت تتطرق بصفة دورية لملف التأزم الحاصل بين النقابة والإدارة . * وجاء استدعاء المصالح الأمنية المختصة بعنابة للنقابي حول هذه القضية، اعتمادا على نصوص القوانين الجزائرية التي تمنع منعا باتا ممارسة أي نشاط إعلامي سمعي بصري دون الحصول على تراخيص من الوزارة المكلفة بالإعلام والإتصال.