اهتز سكان مدينة حاسي مسعود، الجمعة، على خبر وفاة امرأة بقسم الولادة بمستشفى حسين آيت أحمد، أثناء وضع مولودها بذات المرفق، وهي الوفاة الثانية بذات القسم بعد وفاة امرأة أخرى في ظرف أسبوع . القضية أصبحت تثير الكثير من التساؤلات للحالة المزرية والنقائص التي أصبح المرفق الصحي يعاني منها منذ سنوات وسط وقوف السلطات المعنية موقف المتفرج، وقد صرح مدير المستشفى، في وقت سابق ل"الشروق" أن قسم الولادة توجد به طبيبة واحدة فقط، ومع بداية هذا العام الجديد ستكمل فترة العمل بذات المرفق وبالتالي سيبقى قسم الولادة من دون طبيب مختص. أكد ذات المتحدث أن إدارة المستشفى قامت بإخطار مديرية الصحة بورقلة بذلك. من جهة أخرى أثارت وفاة امرأتين أثناء الولادة بذات المستشفى في ظرف أسبوعين استنكارا واسعا لدى سكان المدينة، وأثارت عديد التساؤلات حول ظروف العمل بذات المرفق، خاصة إذا علمنا أن المستشفى يعتبره عديد السكان ومرضى المدينة مقبرة حقيقية لهم. توجد نقائص جمّة وظروف مزرية، من أهمها النقص الفادح للأطباء الأخصائيين والعمال المهنيين، على غرار قسم الولادة الذي يتوفر على طبيبة واحدة فقط، وما يثير الاستغراب، هو أن المستشفى يستقبل مئات النساء الحوامل بالمنطقة في كل أسبوع، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية بأتم معنى الكلمة؛ فالمدينة ليست قرية أو بلدية معزولة بل أضحت شبه ولاية يتجاوز عدد سكانها 90 ألف نسمة. وفي نفس السياق وفيما يخص الطبيبة الوحيدة بذات القسم الخاص بولادة النساء فالكل يشهد لها بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها منذ قدومها، إلا أن ذلك كله بات غير كاف نظير النقائص، التي يعاني منها المستشفى. وبالرغم من بذل بعض المجهودات في سبيل تحسين ظروف العمل والخدمات، إلا أن عديد الأطراف بالمدينة، تلقي باللوم على مديرية الصحة فيما يخص عدم استقدام الأطباء وتوفير كل الظروف اللازمة، لهذا المرفق والذي أصبح منذ سنوات عديدة يرسل مئات المرضى إلى المناطق المجاورة كتقرت وورقلة والوادي ومناطق أخرى للعلاج، بسبب نقص الأطباء ومختلف المعدات والوسائل اللازمة لمعالجة مرضى السكان.
ويناشد سكان المدينة تدخل السلطات المعنية وعلى رأسها والي ورقلة ومدير الصحة بولاية، من أجل إيجاد حلول عاجلة ونهائية لهذا المرفق والذي أصبح محل تخوف عديد المرضى بالمنطقة في وقت أضحى معظمهم ينتقل إلى مناطق أخرى ولمسافات طويلة من أجل العلاج، هذا التنقل بحد ذاته يشكل خطرا حقيقيا عليهم؛ وقد مرت حالات في وقت سابق من هذا القبيل أدى تنقلها خارج المدينة إلى الوفاة برا.