انتقل المجاهد، عمار بن عودة، الإثنين، إلى ذمّة الله، عن عمر ناهز 93 سنة، بعد معاناة مع المرض. وتوفي العقيد مصطفى بن عودة، بفرنسا أين كان يتلقى العلاج بعد معاناته من فشل كلوي وارتفاع في ضغط الدم. وكان المجاهد مصطفى بن عودة المدعو عمار، عضوا في مجموعة 22 التاريخية التي فجرت ثورة التحرير، وكذا عضو في مجلس الثورة. وبوفاة المجاهد عمار بن عودة يكون قد بقي مجاهد واحد فقط من أعضاء مجموعة ال22 وهو عبد القادر عمودي الذي لايزال على قيد الحياة. والمجاهد عمار بن عودة بن مصطفى من مواليد 27 سبتمبر 1925 بعنابة. وفي 11 مارس 1937 رفع بن عودة فيها العلم الوطني في مظاهرة بمناسبة تأسيس حزب الشعب الجزائري، ردا على حل نجم شمال إفريقيا في أواخر جانفي من نفس السنة. وفي الفترة ما بين 1936-1937 ومع ظهور الحركة الكشفية انخرط في فوج "المنى"، أصبح يعمل في هذا الحزب بسرية إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مناضلين لأول مرة في سنة 1944. وأصدر عليه الحكم بالسجن مدة عامين و60 ألف فرنك فرنسي كغرامة وخمس سنوات كمنع للإقامة. وفور خروجهم من السجن استدعاهم الحزب لاستئناف النشاط النضالي إلى أن انعقد مؤتمر الحزب في منتصف فيفري لإنشاء المنظمة الخاصة واتصل ببن عودة المدعو عمار "الجيلالي بالحاج" وأطلعه على تأسيس المنظمة والأهداف التي ترمي إليها ، كما أخبره بأنه وقع عليه الاختيار ليكون مسؤولا على التنظيم عن قطاع عنابة وضواحيها. وواصل نضاله إلى أن قبض عليه للمرة الثانية سنة 1950 إثر عملية تبسة. وسجن مدة 13 شهرا في السجن الكبير بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951 أين تمت عملية الهروب مع رفقاء آخرين لينضم إلى "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" بجانب زيغود يوسف وديدوش مراد، كما شارك في بلورة فكرة اندلاع الثورة حيث كان بن عودة من بين الذين شاركوا في اجتماع ال22 والمساهمة في كتابة بيان أول نوفمبر. وتواصلت نشاطات "سي عمار" إلى أن شارك في مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي يعد حسب رأيه بمثابة بيان أول نوفمبر ثان، كما واصل نشاطاته النضالية في لبنان حيث كانت له علاقات مع الطلبة ومناضلي مكتب جبهة التحرير الوطني في لبنان. بعد أن قضى سي عمار الثلاثة أشهر في لبنان عاد إلى تونس وأصبح مسؤولا عن التسليح والإتصالات العامة ثم شارك مع الوفد الثاني لاتفاقيات إيفيان وعين كممثل لجيش التحرير الوطني. في مارس 1962 عاد عمار بن عودة إلى الجزائر رفقة بومدين وبعدها كلف بمهمة إلى باريس كملحق عسكري. وبعد الإستقلال تقلد منصب ملحق عسكري في القاهرة، باريس ثم تونس، وبعدها سفيرا في ليبيا سنة 1979. ومنذ المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني شغل منصب رئيس لجنة الانضباط بالحزب وأخيرا منصب رئيس مجلس الإستحقاق الوطني أثناء فترة الرئيس الشاذلي بن جديد.