وقعت الجزائروفرنسا اتفاقيتي تعاون في المجالين العسكري وتطوير الطاقة النووية السلمية بإشراف من رئيسي حكومتي البلدين بمناسبة زيارة رسمية لفرانسوا فيون إلى الجزائر تدوم يومين وتحمل في أجندتها مساعي من باريس لإقناع الجزائر بالانضمام إلى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط . * ويعد هذا الاتفاق الإطار بين الجزائر وفرسا حول التعاون في مجال الطاقة النووية تجسيدا لبرنامج تعاون أعلن عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته إلى الجزائر نهاية العام الماضي ويتضمن هذا الاتفاق برامج للتكوين والبحوث المشتركة في مجال التكنولوجيا النووية السلمية إلى جانب تردد معلومات عن مشروع انجاز محطات نووية بالجزائر من قبل مجمع أريفا الفرنسي المتخصص ، وكانت الجزائر البلد العربي الأول الذي افتك موافقة من فرنسا لمباشرة مشروع تعاون في هذا المجال قبل أن تستفيد دول عربية أخرى من هذا المشروع على غرار الإمارات العربية المتحدة ، ليبيا ، تونس والأردن . * أما ثاني اتفاق إطار اشرف عليه اليوم رئيسا حكومتي البلدين فيتعلق ببرنامج تعاون عسكري ضخم وصفه فرانسوا فيون بالتاريخي بحكم استغراق المفاوضات حوله مدة خمس سنوات كاملة وسيسمح حسب الوزيرالاول الفرنسي بفتح المجال مستقبلا أمام مشاريع هامة للتعاون العسكري يأتي في مقدمتها برنامج شراكة في الصناعة العسكرية وكذا التكوين العسكري في الوقت الذي أعلنت مصادر على علاقة بالملف لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجزائر أبدت رغبتها في إبرام صفقات شراء طائرات مروحية وبوارج حربية من فرنسا . * كما شهد اليوم الأول من زيارة فيون إلى الجزائر والتي يرافقه فيها وزراء ووفد من رجل الأعمال الفرنسيين توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين حول تحسين مناخ الأعمال وتخص بالدرجة الأولى القطاع المصرفي والتأمينات في الوقت الذي ينتظر التوقيع على هامش هذه الزيارة على عقود شراء لشركات عمومية جزائرية عرضت للخوصصة من قبل مجمعات فرنسية . * وعلى صعيد أخر ركز رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في تصريحات صحفية على هامش جلسة استقبال للوزير الأول الفرنسي صباح اليوم الاثنين على ضرورة رفع حجم الاستثمارات الفرنسية في الجزائر وكذا تسهيل حركة تنقل الأشخاص بين البلدين أنه "لا يمكن أن نتصور علاقات اقتصادية و ثقافية و جامعية و غيرها دون أن تأخذ في الحسبان المبادلات الإنسانية" مشيرا إلى أنه سيتم العمل "سويا على تعميق الأشواط التي حققناها في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة" أما و في المجال التجاري أوضح رئيس الحكومة أن فرنسا هي الشريك الأول بالنسبة للجزائر حيث تعد -- كما قال -- "زبوننا الخامس و أول مورد لنا" مضيفا أن حجم المبادلات بين البلدين قد بلغت سنة 2007 أزيد من 9 ملايير دولار. * * لقاء على انفراد بين فيون وبوتفليقة الأحد حول مشروع الاتحاد من اجل المتوسط * ويعد اليوم الثاني من زيارة فرانسوا فيون إلى الجزائر من أهم محطات هذه الزيارة حيث سيلتقي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في جلسة على انفراد يكون أهم ملف فيها مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي يعد مبادرة خالصة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتبدي الجزائر تحفظات بشأنه إلى حد الساعة في الوقت الذي مازال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لم يحسم بعد في مسالة المشاركة في قمة التأسيس المقررة يوم 13 جويلية بباريس ، حيث كان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم قد أعلن في حوار سابق لصحيفة لوموند الفرنسية أن محتوى المشروع غامض ويختلف عن النسخة الأصلية التي كشف نيكولا ساركوزي عن محتواها للمسؤولين الجزائريين خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر وذهب بلخادم إلى حد اعتبار المشروع غطاء لتطبيع غير معلن مع إسرائيل .