سجلت 110 حالة لداء السرطان بولاية أدرار خلال السنة الماضية أغلبها في أوساط العنصر النسوي، حيث يقدر متوسط أعمار المصابين ب60 سنة لدى فئة الرجال و48 سنة لدى النساء، حسبما علم مؤخرا من منسق سجل السرطان لولاية أدرار. وتعد حصيلة السنة الماضية "مؤقتة" في انتظار نتائج الكشف عن المرض لدى عديد الأشخاص الذين توجهوا إلى مستشفيات أخرى بالوطن، كما أوضح لوكالة الأنباء الجزائرية الدكتور مبروكي أمحمد. وقد شهدت السنوات الأربع الأخيرة أعدادا متفاوتة في الإصابة بهذا الداء الخطير بهذه الولاية، حيث سجلت 103 حالة خلال 2014 مقابل 120 حالة في 2015، في حين سجلت 96 إصابة في 2016، يضيف ذات الإطار الطبي. ويأتي سرطان الثدي لدى النساء في صدارة الإصابة بالسرطان في ذات الفترة، حيث تم تسجيل 48 مريضة خلال 2014 و28 حالة في 2015 و4 و29 حالة على التوالي خلال السنتين الماضيتين، مثلما أشير إليه. كما تشمل الحالات المسجلة بكثرة لدى المصالح الاستشفائية بالولاية كلا من سرطان الغدة الصفراء والغدة الدرقية وسرطان البروستات عند الرجال، إضافة إلى سرطان الرئة والمخ والأعصاب والغدد الليمفاوية والقولون (الأمعاء الغليظة) وسرطان الجهاز الهضمي المتمثلة في سرطاني البنكرياس والغدة الصفراء، استنادا لما صرح به الدكتور مبروكي. أما عند فئة النساء، فإن الأمر يتعلق بسرطان الثدي والقولون والجهاز الهضمي (البنكرياس والغدة الصفراء)، إضافة إلى سرطان الغدة الدرقية. وأشار الدكتور مبروكي وهو أخصائي في أمراض الأوبئة والطب الوقائي إلى أن اختصاص التشريح الباطني يكتسي أهمية كبيرة في حال توفره بالولاية لضمان التشخيص الدقيق لحالات الإصابة بالسرطان ومن ثمة تحديد التكفل الأنسب لكل حالة. ويتم التكفل بالمرضى حاليا في شقين، أحدهما يخص العلاج الكيميائي على مستوى المصالح الجراحية بكل من المؤسسات الاستشفائية لأدرار ورقان وتيميمون، في حين يتم التكفل الطبي بالعلاج بالأشعة بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان بورقلة وبعض المؤسسات الاستشفائية بشمال الوطني، يضيف نفس المسؤول. ويعد مركز مكافحة السرطان الذي أنجز بولاية أدرار دعامة هامة في التكفل بالمصابين بهذا الداء بولاية أدرار، حيث ينتظر منه تحسين نوعية خدمات التكفل الطبي خاصة في مجال العلاج بالأشعة والتشريح الباطني الذي يعد حلقة هامة في تشخيص الأمراض وتحديد العلاج الأمثل ومتابعة الحالات العلاجية، مثلما ذكر منسق سجل السرطان لولاية أدرار. ولا تزال التفجيرات النووية الفرنسية (13 فبراير 1960) التي كانت منطقة رقان بجنوب أدرار مسرحا لها إبان الحقبة الاستعمارية تشكل عنصر قلق دائم لسكان المنطقة نتيجة المخاطر الصحية التي تخلفها الإشعاعات النووية الناجمة عن هذه التفجيرات والتي تتسبب في إصابة أعداد كبيرة منهم بمرض السرطان. وفي هذا الجانب، أوضح الدكتور مبروكي أن أبرز الإصابات بداء السرطان الناجمة عن تلك الإشعاعات النووية تتمثل في سرطان الدم والغدة الدرقية وأنواع أخرى من هذا المرض الخطير.