مع اقتراب الانتخابات العامة في المجر (هنغاريا)، حاول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إرضاء المقترعين من خلال تصريحات عنصرية قال فيها إن بلاده تمثل آخر معاقل أوروبا في مواجهة ما وصفه بظاهرة "الأسلمة"، حسب ما ذكر موقع قناة "يورونيوز عربي"، الاثنين. ويعتقد رئيس الوزراء، أن الأسلاك الشائكة التي أقامتها بلاده على حدودها وإجراءات الأمن المشددة ضد المهاجرين نجحت في الحيلولة دون وقوع "غزو إسلامي" لبلاده التي اتهمتها الأممالمتحدة بخرق التزاماتها بموجب القوانين الدولية الأوروبية بسبب فرضها قيوداً على اللاجئين المسلمين. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية ساخرة، إن أوربان استخدم تعبيراته المجازية والبلاغية ليقول إن "الغيوم السوداء تتجمع فوق أوروبا" وإن بلده هي المعقل الوحيد الصامد أمام "أسلمة" أوروبا. وعلى الرغم من أن أوربان يبدو في وضع جيد، حسب استطلاعات الرأي، ومن المرجح فوزه بولاية ثالثة تستمر أربع سنوات، إلا أنه لم يتردد عن مواصلة إدعاءاته بأنه نجح في انتهاج سياسات حازمة ضد مواجهة ظاهرة المهاجرين عكس سياسات الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وفرنسا، طبقاً لما ورد في الصحيفة. وتشير الغارديان إلى أن أوربان استرسل في وصف ما قال إنها مظاهر فتح الاتحاد الأوروبي الباب على مصراعيه نحو انهيار قيم المجتمعات المسيحية بعد استقبال هذا العدد الهائل من المهاجرين، مشيراً إلى أن استقبال ملايين المهاجرين الشباب يهدد بتحويل أوروبا إلى قارة تقطنها أغلبية مسلمة. وأشار إلى أن "عدد المسلمين الذين يعيشون في أوروبا شهد زيادة كبيرة، وتشهد القارة يوماً بعد يوم تغيراً بالقيم الثقافية، وتراجعاً في عدد السكان أصحاب الثقافة المسيحية، وأسلمة للمدن الكبرى، وفي حال استمر الأمر على هذا المنوال ستصبح العديد من المدن الأوروبية الكبرى ذات أغلبية مسلمة". وقال إنه "في حال استمر هذا الأمر فإن ثقافتنا وهويتنا التي نعرفها اليوم ستُفقد، وستتحقق أسوأ كوابيسنا، في الوقت الذي يسقط فيه الغرب فإن أوروبا لا تلاحظ حتى هذا الاحتلال"، وفق تعبيره. وتمارس المجر منذ 2017، ضغوطاً متزايدة ضد اللاجئين وطالبي اللجوء، عبر بناء الحواجز على الحدود، وتقديم قوانين وسياسيات تزيد من معاناة الأشخاص الذين فروا من بلدانهم بسبب الحروب والنزاعات. وتتوافق سياسات المجر مع رؤية حكومتها اليمينية، بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي تزعم جناحاً معادياً للهجرة في دول الاتحاد الأوروبي، خلال أزمة الهجرة عامي 2015-2016.