عبّر مخرج الفيلم القصير "هيومن" عصام تعشيت عن ارتياحه لتواصل نجاحات فيلمه القصير "هيومن" الذي نال الأسبوع المنصرم جائزتين جديدتين في ظرف يومين، وذلك في المغرب وايطاليا، مؤكدا بأن هذا التتويج المزدوج يضاف إلى باقي الإنجازات المحققة منذ إنجاز هذا الفيلم ربيع العام الماضي، بدليل الحصول على 11 جائزة منها 9 جوائز دولية شرّفت - حسب قوله - الجزائر في المحافل السينمائية والفنية الدولية بعد ما تخطى "هيومن" حدود جميع القارات. حدثنا عن تتويجك الأخير بجائزتين في أقل من 24 ساعة؟ أنا جد سعيد بهذا التتويج المزدوج والذي حصلنا عليه من دولتين ومن قارتين مختلفتين، وهي الجائزة الكبرى لأحسن فيلم قصير بمهرجان مكناس الدولي السينمائي للشباب، والثانية هي جائزة لجنة التحكيم للجودة بالمهرجان الدولي السينمائي "اونو سجواردو رارو" في روما الإيطالية، وقد نلنا الجائزتين في أقل من يومين ومن مهرجانين ضخمين في الساحة السينمائية، وهذا يعزز شرف للجزائر وطاقم الفيلم.
هاتان الجائزتان تضافان إلى تتويجات مهمة منذ منتصف العام المنصرم، ما شعورك؟ العمل يتكلم عن نفسه، ففي ظرف عام كامل توج الفيلم ب11 جائزة، منها 9 جوائز دولية. أنا جد مسرور بانتقال الفيلم من قارة إلى قارة، وحصوله على جوائز نوعية في بلدان أوروبية وآسيوية وأسترالية وإفريقية، وهذا كله بفضل الله وبفضل الفريق الذي سهر على إنتاج الفيلم في أحسن الأحوال، لذلك مازال عام آخر له للتتويج والمواصلة في نهج النجا ، وبكل تواضع أعتقد أن الفيلم شرّف الجزائر في أكبر المحافل الفنية والسينمائية.
ما هو مضمون الفيلم باختصار وأبرز ممثليه والرسالة الضمنية التي تريدون تبليغها؟ الفيلم يروي قصة طفل صغير منغولي، وجد صعوبة في الاندماج مع بقية الأطفال الطبيعيين، حيث أن أحدهم رفض اللعب معهم بحجة أنه لا يشبههم، ما خلّف حزنا في نفسية الطفل المريض (المنغولي)، ثم ينحني على أرضية الملعب ويغمض عينيه، ليتخيل نفسه فيما بعد أنه أصبح ممثلا مسرحيا وفنانا مشهورا في هوليود، يتفرج ويبدع في السينما، قبل أن يستفيق من حلمه ويجد نفسه دائما في الملعب، وبقية الأطفال واقفون حوله، كما أحضروا زميلهم الذي اخطأ في حقه ليعتذر منه، ما جعل الأمور تعود إلى نصابها باللعب سويا دون إقصاء ولا تهميش. أما أبرز الشخصيات فهناك إياد حشاشنة (طفل منغولي)، وأكرم بن سعيد (طفل عادي)، ورسالة الفيلم تهدف إلى دعم هذه الشريحة ودمجها في المجتمع دون إقصاء ولا تهميش.
على ضوء نجاح فيلم "هيومن"، كيف تقيم تجربتك في مجال الفيلم القصير كمخرج وكاتب سيناريو؟ بكل تواضع، أعتقد بأنني قمت بخطوات مهمة في هذا المجال، وتعلمت أيضا من خلال المهرجانات ومشاهدة أفلام من مختلف دول العالم. في كل مرة أتنقل إلى الخارج يكون لدي إحساس بنيل جائزة تشرّف الجزائر، لأن كل مخرج عليه أن يعرف قيمة عمله، وشخصيا حرصت على كتابة سيناريوهات جميع أفلامي، ولو أنني أرى نفسي في النهاية مخرجا أكثر منه كاتب سيناريو، وهذا بناء على انجازي ل5 أفلام قصيرة من كتاباتي وسيناريوهاتي، منها فيلم الرسول، ونهاية سيجارة، وفيلم feu rouge، وفيلم القاتل وغيرها.
تعد أيضا ممثلا مسرحيا وسينمائيا مميزا، فكيف تقيم مسارك في هذا الجانب؟ لازلت أقوم بدوري على الخشبة وأمام الكاميرا، أحب العمل المسرحي كثيرا، وقمت بعدة أدوار مهمة، خاصة دور البروفيسور "بابار" للمخرج علي جبارة، حيث أديت دورا أكبر من سني وأنا سعيد بذلك، وفي الجانب السينمائي قمت بدور أحمد بوشمال في فيلم ابن باديس للمخرج باسل الخطيب، وهو الدور الأحسن في نظري، لأنني لعبت تحت إدارة أحد أهم مخرجي سوريا.
هل من رسالة أو إضافة نختم بها هذا الحوار؟ بودي أن أنوه بدور ودعم وكالة السياحة والأسفار "نوميديا ترافل سيرفيس باتنة"، بقيادة مديرها سامي بلقاسمي الذي قدم دعما كبيرا للفيلم وللفنانين، وهذا الشيء لم أجده في مؤسسات الدولة، وشكرا لكل من شجعنا ووقف إلى جانبنا من أجل تشريف الجزائر.