احتضن قصر الثقافة مفدي زكرياء، بالعاصمة، الإثنين، يوميا دراسيا حول "التراث والتثمين" نظمته السفارة الإيطالية بالتنسيق مع المعهد الثقافي الإيطالي ووزارة الثقافة، بحضور سفراء دول ووزير الثقافة عزالدين ميهوبي الذي دعا الشركاء الإيطاليين إلى التنقيب والحفريات أكثر في مجال التراث والآثار لجعل مختلف المواقع سياحية. وقال مهيوبي في كلمة الافتتاح إنّ "هذا اللقاء يشكل ثمرة تعاون مستمر مع إيطاليا يصل قرابة النصف قرن من تبادل الخبرات والتجارب". وأضاف مهيوبي: "إيطاليا تدعم كل المبادرات التي تصب في خدمة التراث والآثار وتطوير البحث في هذا الميدان". وأردف: "حرص الإيطاليين مرده إلى التنوع الثقافي والتراثي بلادنا، من خلال المدن الأثرية الموجودة في مختلف الولايات والتي تعود إلى مختلف الحقبات الرومانية والنوميدية وغيرها". وأكدّ المتحدث "أنّ الجزائر تعول على الخبرة الإيطالية في المجال الأثري". ودعا ميهوبي الإيطاليين إلى تعزيز البحث والحفريات والتنقيب عن الآثار. وشدد بقوله: "نحن نقوم بجهود والجهد الإضافي بيد إيطاليا، ولا نريد أن تكون المواقع أثرية فقط ولكن وجب تحويلها إلى وجهات سياحية". ودعا ميهوبي السفير الإيطالي لأن ينقل الرسالة إلى سلطات بلاده والتي مفادها وجود مدن رومانية قائمة وذلك بغية التعريف بها ويصبح لها مكانة في الثقافة الإيطالية. ويأمل ميهوبي أن تخرج ندوات الخبراء المشاركين بأرضية عمل لاستكمال عمليات البحث والدراسة وتحقيق نتائج مهمة في المجال. من جهته، قال سفير إيطاليابالجزائر باسكال فيريرا، إنّ الهدف من هذا الملتقى الذي يندرج ضمن برامج الإتحاد الأوروبي لسنة 2018 في حفظ التراث وتطويره، هو خلق مشاريع واستراتيجيات جديدة في المجال لتثمين وحماية التراث الجزائري. واعتبر فيريرا أنّ إيطاليا تدعم الجزائر بهذا الخصوص من خلال برامج ثرية تهدف إلى تبادل الخبرات وتشجيع الطلبة الجزائريين والباحثين في مجال الآثار. وشدد أنّ روح التعاون بين إيطالياوالجزائر قائمة، والثقافة ليست تراثا فقط ولكنّها مصدر قوة مهمة في تحقيق التطور. وبدوره، أوضح جون أوروك، سفير ورئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي بالجزائر، أنّ الجزائروإيطاليا لديهما تراث مشترك، وإيطاليا ستساعد الجزائر، خاصة وأنّها تملك الخبرة ورائدة في ميدان حفظ وترميم التراث. وأكدّ المتحدث أنّ مثل هذه المبادرات تعمل على تعزيز الحوار الثقافي بين ضفتي المتوسط، والنظر بأهمية إلى المستقبل، لما للقيم الثقافية من انعكاس على المجتمعات. وأشار المتحدث أنّ برنامج الإتحاد الأوروبي الخاص بالتراث يمس 12 ولاية، وشمل تكوين وتوظيف 12 شابا جزائريا، ولفت أنّ المجتمع المدني له دور كبير في الحفاظ على المواقع الأثرية والمعالم التراثية. وعرض في الافتتاح شريط وثائقي يبرز اهتمام إيطاليا بالآثار والتراث في حوض المتوسط وبناء حوار الثقافات. وتضمن البرنامج ورشات وندوات منوعة أطرها خبراء جزائريون وإيطاليون منها: "التعاون الإيطالي-الجزائري لحفظ وترميم التراث الثقافي الجزائري" نشطتها نعيمة عبد الوهاب مديرة المدرسة الوطنية لحفظ واسترجاع التراث..