اضطرت سفينة (الأمل الليبية) تغيير وجهتها إلى العريش في مصر، بدلا من التوجه باتجاه قطاع غزة. وأعلن الوكيل البحري الذي ينظم هذه الرحلة الهادفة لكسر الحصار عن هذا التغيير قبيل انطلاق السفينة من مرفأ لافريو الذي يبعد 60 كلم جنوب شرق اثينا، حيث قال إن "كل وثائق السفينة صحيحة، وتشير إلى أن وجهتها مرفأ العريش المصري". وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أنها تمكنت من إفشال هذه الرحلة عبر الوسائل الدبلوماسية من خلال اتصالات أجرتها بكل من اليونان ومولدافيا. وهدّدت إسرائيل من أنها ستعترض السفينة، وجاء ذلك في رسالة بعثت بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولمجلس الأمن والجمعية العامة متحدية العالم برمته، حيث قالت إنها تحتفظ لنفسها بما تزعم أنه "حقها" في منع السفينة من خرق الحصار البحري المفروض على غزة. وجاء التهديد الإسرائيلي رغم الانتقادات الدولية لتل أبيب بسبب هجومها الدموي على أسطول الحرية في الواحد والثلاثين من ماي الماضي في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط والذي خلف سقوط تسعة شهداء أتراك، بالإضافة إلى جرحى. واقتادت الأسطول الذي كان على متنه جزائريون إلى ميناء اسدود قبل أن تقوم بترحيل المتضامنين إلى بلدانهم. ويذكر أن مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الليبي، استأجرت سفينة (الأمل) التي يبلغ طولها 92 مترا، والتي ترفع العلم المولدافي. وقالت المؤسسة أن السفينة تنقل مؤيدين للقضية الفلسطينية، مع ألفي طن من المساعدات الإنسانية التي تتضمن مواد غذائية وأدوية. كما أكدت أن انطلاق هذه السفينة يأتي تعزيزا للجهد الدولي الهادف إلى كسر الحصار الظالم على غزة ومواجهة آثاره الإنسانية القاسية. وبدوره، أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الإسرائيلي على غزة النائب جمال الخضري أمس السبت أن "سفينة الأمل" تتوافق مع قانون الملاحة البحرية الذي يتيح مرور مثل هذه الرحلات، مؤكدا انسجامها مع مواثيق الأممالمتحدة والاتفاقيات والقوانين الدولية التي تدعو إلى رفع المعاناة عن المحاصرين. وقال الخضري أن السفينة تحمل متضامنين مدنيين ومساعدات إنسانية وأدوية تم إعدادها بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، مشيرا إلى أن دعوات وتحركات الاحتلال لمنع مرور السفينة "ستفشل في وقف انتفاضة السفن وأن أي محاولات لحرف الانتفاضة عن مسارها مرفوضة لأن هدفها الوصول إلى غزة وكسر الحصار"، مبينا أنه "بدلا من التهديدات والقرصنة فخيار الاحتلال الوحيد رفع الحصار وافتتاح الممر المائي مع العالم". وشدّد "على ضرورة استمرار انتفاضة السفن في وجه الأكاذيب الإسرائيلية حول تخفيف الحصار، والتي باتت مكشوفة لدى العالم، مؤكدا أن سفن كسر الحصار يجب ألا تتوقف عن الإبحار تجاه غزة إلى حين انتهاء الحصار بشكل كامل".