عبّرت، نحو 20 جمعية مختصة في حماية التراث المادي واللامادي بولاية بجاية، عن استيائها الشديد من الحالة التي آلت إليها المعالم والمواقع التاريخية على مستوى الولاية، والتي أضحت مهدّدة بالاندثار من الذاكرة الجماعية. يأتي في مقدمة هذه الشواهد التاريخية، المعلم التاريخي "باب الفوقة" المتواجد بوسط مدينة بجاية والذي يعد واحدا من الأبواب السبعة للمدينة، داعين السلطات العليا للبلاد، التدخل من أجل ترميم وتهيئة هذه المواقع، وكذا البنايات القديمة للمدينة، حفاظا على الصفحات التاريخية الناصعة لعاصمة الحماديين. وفي سياق متصل، نظمت هذه الجمعيات نهاية الأسبوع، اعتصاما أمام المعلم التاريخي "باب الفوقة" المهدّد بالانهيار، حسب الخبرة التي أجراها أحد الخبراء على الموقع السنة الماضية، وذلك للتعبير عن رفضهم، للمؤسسة التي تم اختيارها للتكفل بتهيئة الموقع، على اعتبار أن هذه الأخيرة – يضيفون- أثبتت فشلها الذريع بعد توليها أشغال تهيئة قصبة بجاية، وكذا انزعاجهم من مكتب الدراسات الذي تعامل مع مؤسسة غير مؤهلة ومتخصصة في تهيئة المواقع التاريخية، مطالبين مصالح البلدية، بالتوقيف الفوري للأشغال، والاكتفاء حاليا بتدعيم التشققات، المحدثة بالمعلم، مع ضرورة الإعلان عن مناقصة وطنية أو دولية لانتقاء أحسن المؤسسات المختصة في الترميم وفقا للمعايير المعمول بها في الميدان، والتي تليق بقيمة هذه الذاكرة التاريخية. كما طالب المحتجون، مديرية الثقافة للولاية بعدم العمل بضبابية وإبعاد تنسيقية جمعيات حماية التراث بالولاية، مؤكدين مواصلة تجندهم في الميدان ومتابعة القضية عن قرب. جدير بالذكر أن المعلم التاريخي "باب الفوقة" أو "باب البنود" الذي يعد واحدا من الأبواب السبعة للمدينة تم تشييده خلال الفترة الممتدة بين 1067 و1071 م، كما أنه مصنّف كتراث وطني منذ سنة 1903، وتضم الولاية نحو 39 معلما مصنفا وطنيا ودوليا ما جعلها تتبوأ المرتبة الثانية على المستوى الوطني، وهي المؤهلات التي يتوجب على السلطات المختصة - حسب تنسيقية الجمعيات- تثمينها واستغلالها لجعلها قبلة للسياح.