سيتم الانطلاق الفعلي في أشغال تهيئة وإعادة الاعتبارللمعلم التاريخي والأثري القصر العتيق بورقلة المصنف كتراث وطني وتاريخي وضمن القطاع المحفوظ قبل نهاية السنة الجارية (2016) حسبما علم اول امس، من جمعية القصرللثقافة والإصلاح لذات الولاية. وأوضح عبد الوهاب صحراوي عضو بذات الجمعية أن اتفاقية شراكة وتعاون قد أبرمت بين جمعية القصر والاتحاد الأوروبي مطلع السنة الجارية (جانفي 2016) تقضي بانجاز عملية تهيئة وترميم ستمس ما يزيد عن 140 مسكن مهدد بالانهيارداخل القصر العتيق إضافة إلى جميع مساجده وزواياه وساحته العامة. وتقضي هذه الاتفاقية -يضيف نفس المتحدث- بترميم وإعادة الاعتبار لهذا المعلم من خلال وفي مرحلة أولى تكوين ما بين 30 و40 بناء حرفي مختص في الجبس التقليدي لمدة 6 أشهر وهي الفترة المنتظرة قبل الانطلاق الفعلي في عملية ترميم هذا القصر الذي يقطنه أزيد من 10 ألاف ساكن يشغلون 2300 مسكن. كما ستشمل تنظيم حملات تحسيسية تستهدف السكان المحليين للقصر حول استخدام المواد المحلية في البناء وذلك من خلال تنظيم لقاءات ومحاضرات وخرجات ميدانية طيلة 6 أشهر بغية إبراز أهمية تثمين وترميم هذا الإرث الثقافي فضلا عن إعداد برنامج تكويني بالتنسيق مع المختصين في المجال على غرار الجامعيين. وسيتم في هذا الإطار تخصيص غلاف مالي يقدر بحوالي 70 مليون دج كتمويل خاص من طرف الاتحاد الأوروبي سيوجه شطر منه لضمان تكوين هؤلاء الشباب عبر مختلف مراكز ومؤسسات التكوين المهني وإكسابهم معارف في البناء التقليدي وصناعة مواد البناء المحلية بغرض استعمالها في عمليات الترميم المختلفة. ويتحصل هؤلاء المتربصون الذين سيشرفون على عملية ترميم القصر العتيق خلال نهاية تكوينهم بشهادات مهنية في فن البناء التقليدي تؤهلهم لأداء مهامهم بالمعايير المطلوبة كما تمت الإشارة إليه. يذكر أن المبادرة تندرج في إطار برنامج دعم الحماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والاتحاد الأوروبي الذي تم من خلاله انتقاء 18 جمعية ناشطة عبر 13 ولاية حاملة لمشاريع تتعلق بحماية التراث الثقافي المادي واللامادي بهدف تثمينه وذلك بإشراك الحركة الجمعوية. للإشارة، كذلك فان قصر ورقلة العتيق مصنف منذ سنة 1996 ضمن المعالم الوطنية والتاريخية ثم سنة 2008 كقطاع محفوظ بالنظر للقيمة التاريخية والتراثية التي يشكلها ولعمقه التاريخي والثقافي الذي يؤكد عراقة وأصالة سكان الصحراء حسبما علم من مديرية الثقافة بالولاية. ومنذ تصنيف هذا المعلم تقوم السلطات الولائية بالتنسيق مع الجمعيات الفاعلة في القيام بالعديد من العمليات لتهيئته والبحث في الوسائل والآليات اللازمة من اجل إبقائه واقفا من خلال إشراك مهندسين ومعماريين مختصين وتنظيم وإقامة الندوات والملتقيات للتعريف بهذا التراث وكيفيات الحفاظ عليه من الاندثار والزوال.