قضت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء قسنطينة، مساء الإثنين، بإدانة المتهم "ح، عبد الوهاب" المدعو "النمس" والبالغ من العمر 32 سنة، بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والحكم عليه بالإعدام، على خلفية تورطه بتاريخ 29 أوت من سنة 2016، في قضية سكب البنزين على جسم الشابة "أميرة مرابط" وإضرام النار فيها، ما تسبب بعد نحو أسبوع من ذلك في وفاتها بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة عن عمر ناهز 34 سنة، فيما ظلّ المتهم منذ ذلك التاريخ في حالة فرار، لمدة أربعة أشهر كاملة، اتخذ خلالها كل الإجراءات للفرار نحو الخارج، قبل توقيفه من طرف عناصر الشرطة أواخر شهر ديسمبر من سنة 2016، وهو بصدد اجتياز الحدود باتجاه المغرب. خلال جلسة المحاكمة المثيرة، والتي خيّمت عليها أجواء الحزن والأسى جرّاء بشاعة الجريمة المرتكبة في حق الشابة المرحومة "أميرة مرابط"، تراجع المتهم عن تصريحاته السابقة خلال مراحل التحقيق الأولى، وحاول إقناع هيئة المحكمة بأنه لم تكن له النية في قتل الضحية وإضرام النار في جسدها، مضيفا أنه قام بذلك تحت تأثير المخدرات والأقراص المهلوسّة من نوع "ديازيبام"، مكذبا تصريحات الشاهدين اللذان حاول أحدهما إسعاف الضحية، وأكدا في تصريحاتهما أنه يوم الوقائع، نشب شجار بين الضحية التي كانت متوجهة إلى مقر عملها بالملحق البلدي بحي 1600 مسكن ببلدية الخروب، وبين المتهم، وأن ذلك الشجار تطور إلى حد التشابك بالأيدي، غير أن المتهم لحظتها لم يتردد في رشّ جسدها بالبنزين وإضرام النار فيه، لتفر لحظتها الضحية وألسنة اللهب تلتهم جسدها لطلب النجدة من الجيران وسكان الحي، الذين تدخل أحدهم محاولا إنقاذها. من جهتها شقيقة الضحية والتي كانت تربطها علاقة بالمتهم أكدت لهيئة المحكمة أن المتهم سبق له وأن هدد شقيقتها المرحومة في العديد من المرّات بقتلها بعد أن اتهمها بالتسبب في توتر العلاقة بينهما، وأضافت أنه خطط للقيام بفعلته وارتكابه لجريمته البشعة في حق شقيقتها. النائب العام في مرافعته ركز على بشاعة الجرم المرتكب من طرف المتهم الذي أقدم بكل برودة أعصاب على سكب البنزين على جسد شابة في ريعان شبابها وأضرم النار فيها بطريقة وحشية ودون شفقة ولا رحمة، لسبب تافه، ملتمسا تسليط أقصى عقوبة عليه شرّعها الدستور الجزائري، حتى يكون عبرة لغيره، وبعد المداولة القانونية نطق رئيس الجلسة بإدانة المتهم بالتهم المنسوبة إليه والحكم عليه بالإعدام.