قلق وفوضى وارتياب وشائعات.. هكذا كان الحال، يوم أمس، بحي ابن سينا، أو تيريقو الشعبي في مدينة وهران، بعدما فرّت قردة وابنها من بيت يقع في حي مجاور، لتسكن الأسطح وتُدهش بمنظرها السكان، جالبة البسمات والدهشة للبعض، ومهددة البعض الآخر بالهجوم عليهم، حين أرادوا الاقتراب منها لمسكها! وقد تحول حي تيريقو الشعبي في وهران، يوم أمس، إلى قبلة للمواطنين من الأحياء المجاورة، حين انتشر خبر وجود قردة رفقة ابنها على متن أسطح البنايات، وأيضا في المؤسسة التربوية الموجودة في الحي، وذلك بغية الإمساك بها، عقب شيوع أنباء أن صاحبتها، القاطنة في حي باستي المجاور، قالت إنها ستخصص جائزة مالية تقدر ب5 ملايين سنتيم لمن يتمكن من القبض عليها وإرجاعها للمنزل "معززة مكرّمة"..! مواطن في الحي المذكور، قال للشروق متسائلا: "إن هذه الحادثة الغريبة، وقعت فجأة عند الصباح الباكر، ولا أحد من الجهات المعنية تدخل للقبض على هذه القردة التي تهدد الجميع، فماذا لو كان الأطفال في المدرسة الآن، ولم يكونوا في عطلة، من كان سيضمن أن لا يقع مكروه لأحدهم؟" سؤال شاركه فيه العديد من المواطنين، من قاطني الحي المعروف بأنه يضم العديد من العائلات متوسطة الحال، والتي يكون خبر تخصيص جائزة مالية لمن يقبض على القردة الهاربة قد أغرى العديد منهم، وخصوصا البطالين، من أجل شحن الهمم، والقفز فوق الأسطح بحثا عن الهاربة الثمينة، وسعيا لكسب الجائزة الثخينة! الإشاعة أخذت متسعا لها في عين المكان، بين قائل إن القردة هربت من الحديقة، وآخرين ضخموها حتى تحولت إلى غوريلا هاربة، في حين أمسكت الأمهات بأبنائهن الصغار خوفا من عدائية هذه القردة التي قلبت تيريقو رأسا على عقب أمس، وجعلت السكان ينتقلون من الحديث عن فوز إسبانيا بالمونديال إلى الكلام عن القردة وعجائب تصرفات هذه الحيوانات،دون القبض عليها حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.