طلب كاظم لتصوير "قولي أحبك" بقسنطينة بقي دون رد بعد أن حاولت فرنسا في العهد الاستعماري تحويل مدينة قسنطينة إلى هوليوود أوروبا، حيث برمجت ضمن مشروع ديغول الثقافي إنشاء أكبر استوديو تصوير في دول غير أمريكا في مدينة قسنطينة، وبدأت فعلا في تصوير الكثير من الأفلام والأشرطة مستغلة بعض المناظر الساحرة والفريدة من نوعها في العالم، مثل حمامات القيصر وسفوح الريميس والآثار الرومانية المنتشرة في تيديس وأيضا غابات المريج وجبل الوحش، وطبعا الجسور المعلقة. * بعد كل هذا توقف المشروع نهائيا واختفى هذا الاستوديو على الهواء الطلق نهائيا إلى درجة أن محطة قسنطينة نقلت في السنوات الأخيرة كل الأعمال التلفزية إلى سطيف أو عنابة بحجة الازدحام الذي تعرفه سيرتا. * وباستثناء فيلم "الجريمة"، الذي تم تصويره عام1967، و"حورية" للمخرج سيد علي مازيف من بطولة علي عيساوي عام 1980، لم تحتفظ قسنطينة سوى ببعض السكاتشات مثل "البهالين" في الستينيات، و"أعصاب وأوتار" في الثمانينيات من القرن الماضي، وأغلقت فضاءها الساحر نهائيا في وجه التصوير رغم أن الممثل عثمان عريوات في زخم تصويره ل "سنوات الإشهار" كان يحط رحاله باستمرار بمدينة قسنطينة، وقال ل "الشروق اليومي" حينها أنه يفكر في تصوير بعض المشاهد بقسنطينة، قبل أن تفك "ذاكرة الجسد" هذه العقدة في أجمل مشاهد المسلسل الذي توقع المختصون بأن يكون تحفة الفضائيات أثناء عرضه في رمضان القادم، هذا الاستوديو الطبيعي الساحر لم يغلق في وجه السينما والتلفزيون فقط، وإنما أيضا في وجه تصوير الأغاني، حيث راسل الفنان العراقي كاظم الساهر السلطات في أربع مناسبات عام 2000 بعد جولة فنية إلى قسنطينة ضمن احتفالية ميلادها 2500، وكان على أهبة تصوير كليب "قولي أحبك"، من كلمات نزار قباني وتلحين الفنان نفسه، ولكن توسلاته بقيت من دون رد، فنقل الكليب إلى إيطاليا وحقق نجاحا خرافيا كان يمكن أن يتحقق من قسنطينة.