أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس مقتل الرهينة الفرنسي "ميشال جرمانو" الذي اختطفه عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال شهر أفريل الماضي، واصفا العملية بالوحشية وبالعمل الدنيء، وقرر على الفور إرسال وزير خارجيته برنار كوشنير في جولة خاطفة قادته إلى موريطانيا والمالي والنيجر. * وأحدث خبر مقتل الرهينة الفرنسي "جرمانو" البالغ من العمر 78 عاما، على أيدي الجماعة السلفية للدعوة والقتال حالة طوارئ بفرنسا، حيث تولى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنفسه إذاعة الخبر على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون، بعد التسجيل الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة للأخبار، قائلا: "أدين هذا العمل الوحشي والبغيض الذي أودى بحياة ضحية بريئة، ومقتله يجب أن لا يضعف إصرارنا بل يقويه"، وتعهد بأن لا تبقى العملية دون عقاب. * وأكد الرئيس الفرنسي حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية بأن قوات الكومندوس الفرنسية التي تدعم القوات الموريتانية، حاولت إنقاذ "جرمانو" المهندس المتقاعد الذي خطفه عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال في 20 أفريل الماضي بالنيجر، "غير أنها لم تعثر عليه في معسكر صحراوي في مالي عندما اشتبكت مع أفراد التنظيم"، كما دعا ساركوزي المواطنين الفرنسيين لتفادي السفر إلى منطقة الساحل، "بالنظر إلى ما تحمله من مخاطر على حياتهم"، بعد تكرار سيناريو الاختطافات والتصفيات الجسدية للرهائن الغربيين. * كما أثار إعلان مقتل الرهينة الفرنسي غضب الشارع الفرنسي، فيما انتقدت المعارضة الفرنسية حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي مشاركة قوات بلاده مع القوات الموريتانية في حملتها ضد الإرهاب في المنطقة، وهي العملية التي نفى وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد بواليل أن يكون الغرض منها تحرير الرهينة الفرنسية، وهو ما أكده فيما بعد ساركوزي شخصيا في تصريح إعلامي. * وكانت فرنسا قد أعلنت في البداية بأنها قدمت دعما تقنيا فقط للجيش الموريتاني في عمليته التي استهدفت معاقل الجماعة السلفية، قبل أن تؤكد بأنها شاركت بأزيد من 30 جنديا، في حين أرجعت أوساط فشل تحرير الرهينة الفرنسي إلى الجيش الموريطاني لأنه هو من تولى التوغل إلى معاقل الجماعة خلال العملية العسكرية التي تمت في منطقة حدودية ما بين مالي وموريطانيا. * علما أن مداخلة ساركوزي المباشرة على شاشة التلفزيون تمت بضع دقائق فقط عقب الاجتماع الطارئ للمجلس المصغر للأمن والدفاع. * * الصحافة الاسبانية تتحفظ بشأن التدخل العسكري الفرنسي بمنطقة الساحل * أعرب، أمس، مصدر مسؤول بإسبانيا عن ارتياحه بشأن إستراتيجية بلاده في تحرير رهائنها بمنطقة الساحل التي لا تقوم على المقاربة العسكرية، بدليل نجاحها في إنقاذ حياة الرهينة "أليسيا غاميز" شهر مارس الماضي بعد أن اختطفتها الجماعة السلفية بمنطقة الساحل، دون أن تقدم أبدا على القيام بتدخل عسكري مباشر في المنطقة، كما نجحت هذه المقاربة في تقدير المسؤول ذاته في تحرير باخرة الصيد الاسبانية التي اختطفها القراصنة الصوماليون في نوفمبر 2009 .