مرة أخرى، جاء رأي الجمهور الرياضي الجزائري متوافقا حول المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني لكرة القدم في المونديال، وكانت نظرته موحدة إلى حد بعيد في كل النقاط والمسائل التي مستها عملية إستطلاع الرأي، التي قامت بها وكالة »ميديا سنس« بخصوص حصيلة المنتخب الوطني خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 ، والتي اعتبرها الجمهور الجزائري إيجابية، وبأداء مشرف. من جهة أخرى، أكدت الدراسة أن الإعتذار عن شتم الشهداء هو السبيل الوحيد لعودة العلاقات مجددا بين الجزائر ومصر إلى طبيعتها. * وشمل الإستطلاع الذي قامت به وكالة "ميديا سنس"، عينة من ثلاثة آلاف شخص، مقسمة بالتساوي (50 بالمائة) من كلا الجنسين، ومسح الإستطلاع فئة تتراوح أعمارهم ما بين10 سنوات فما فوق 50 سنة، ومن دون شك، أن هذه الشريحة من الجمهور الجزائري، هي الأكثر متابعة للأخبار الرياضية، خاصة ما يتعلق بشؤون المنتخب الوطني لكرة القدم . واختارت وكالة »ميديا سنس« ثلاثة أسئلة محددة تتعلق مباشرة بالمنتخب الوطني، طرحتها على عينة من الشارع الرياضي، وتتمثل أولا في معرفة رأيها بشأن الحصيلة التي حققها الخضر خلال نهائيات كأس العالم التي احتضنتها جنوب إفريقيا شهر جوان المنصرم، من خلال إختيار واحد من ثلاثة إقتراحات، ثانيا مطالبتهم بتقديم رأيهم في تحديد مشكلة الفريق، أما السؤال الثالث التي شمله الإستطلاع، فكان عبارة عن جس نبض الشارع الجزائري، بخصوص إمكانية عودة العلاقات الجزائرية - المصرية إلى طبيعتها، وذلك بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى الجزائر . الجزائريون راضون على حصيلة المنتخب الوطني 50 بالمائة منهم يعتبرون أن أدائه في المونديال كان مشرفا * بالرغم من مغادرة المنتخب الوطني المونديال الإفريقي في الدور الأول، وفشله في بلوغ الدور الثاني، إلا أن 50 بالمائة من الجمهور الجزائري، أبدى كامل رضاه عن الحصيلة التي حققها المنتخب الوطني خلال الثلاثة لقاءات التي لعبها، وخرج منها بصفر هدف، لكن بنقطة وحيدة، وهذا بفضل تعادله أمام منتخب انجلترا في مباراته الثانية. وفي مقابل ذلك، اعتبر 36 بالمائة من جمهور العينة أن حصيلة المنتخب الوطني كانت متواضعة، فيما اعتبرت الفئة المتبقية، والمقدرة ب 14 بالمائة أن أداء الفريق الوطني كان كارثيا. الجنس اللطيف أكثر تسامحا وأظهرت الدراسة الميدانية، بأن الجنس اللطيف كان أكثر تعاطفا مقارنة بالرجال، ووصلت نسبة الإختلاف بينهما ل % 10 . حيث ترى 54.3 % من النساء أن أداء عناصرنا الوطنية كان مشرفا، مقابل 45.3 % للرجال. فيما تعتقد 35.6 % من المشجعات بأن الأداء كان متواضعا، أمام نسبة 37.1 % من الذكور.أما الإقتراح الثالث فكان من إختيار الرجال وبنسبة 17.6 % والذين قالوا بأن أداء الخضر كان كارثي في المونديال، مقارنة بالسيدات اللائي كن أكثر تسامحا بنسبة 10 % فقط مع هذا الرأي. ومن خلال معيار السن، جاء تصنيف فئة الشباب المراهقين، من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 15 سنة في المقام الأول، وذلك بنسبة مئوية وصلت 60 % وصفت أداء الفريق بالمشرف. متبوعة بشريحة الأكبر سنا، فيما كان حكم فئة من 30 إلى 40 سنة الأكثر قسوة، بنسبة 46.5 %. السيدات يرون مشكلة المنتخب الوطني في الهجوم، والرجال يقولون أن الطاقم الفني ضعيفا أجمع أغلبية المستجوبين ممثلين لنسبة 46 % ، أن الخلل الموجود وراء النتائج التي سجلها المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، سببه العقم الذي يعاني منه الهجوم، الذي لم يتمكن من تسجيل أي هدف في ثلاث مباريات لعبها أثناء المونديال، وبنفس النسبة تقريبا، يرى 39 % من الشريحة التي مسها الإستطلاع، أن ضعف الطاقم الفني يعتبر أيضا إحدى المشكلات، وكان سببا آخر للوضعية التي يعاني منها منتخبنا الوطني . وجاءت نتائج الإستطلاع متباينة حول هذه النقطة، فيما بين الجنسين، حيث ترى 49.5 % من السيدات أن الإشكال يوجد في خط الهجوم، وهذا مقارنة برأي الرجال في نفس الموضوع بنسبة 41.8 % . فيما يتميز الرجال عنهن بإختيارهم لضعف الطاقم الفني الوطني كسبب رئيسي من خلال نسبة 44 . 2 % ، مقابل نسبة 33 . 5 % للجنس اللطيف . من جهته، لم يشكل عامل السن أي إختلاف حول هذه الإشكالية، مقارنة بعامل الجنس . وكانت الإجابات مختلف الشرائح متقاربة إلى حد بعيد . زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لم تنه المشكلة حسب الجزائريين 63 بالمائة يربطون عودة العلاقات بين الجزائر ومصر بالإعتذار عن شتم الشهداء أظهرت الدراسة الإستطلاعية مرة أخرى أن الشعب الجزائري لا يتلاعب أبدا عندما يتعلق الأمر بالثوابت الوطنية، حيث يظهر أن الجزائريين ما يزالون غير مستعدين لنسيان ما حدث، وطي صفحة الماضي مجانيا. حيث كانت نتائج الإستطلاع واضحة، وصريحة بتأكيد 63 % من الجمهور الرياضي أن الزيارة الأخيرة لرئيس مصر حسني مبارك غير كافية لإذابة الجليد عن العلاقات الجزائرية- المصرية، وإشتراط تقديم المصريين لإعتذارهم عن سب وشتم شهدائنا الأبرار.فيما إعتبر 29 % أن خطوة الرئيس المصري بزيارة الجزائر، بإمكانها أن تكون بداية نحو إنهاء الأزمة بكيفية تدريجية . ولم تكن إلا فئة قليلة فقط من العينة، لم تتجاوز نسبة 9 % قالت إن هذه الخطوة ستنهي المشكلة نهائيا . وحول هذه المسألة أيضا، لم تختلف السيدات عن الرجال، وكانت الإجابات متوافقة بين الجنسين، بنسبة 63.8 % عند الرجال، أمام نسبة 61.8 % للسيدات حول حتمية تقديم الإعتذار. ولم نلمس الإختلاف أيضا في النسبة عند الذين يعتقدون أن زيارة حسني مبارك للجزائر ستعبد الطريق لعودة الدفئ للعلاقات بين البلدين، وذلك بنسب متقاربة، ما بين 30 % للنساء، و5 ،27 % للرجال . ولم يشكل بدوره عامل السن الإستثناء في هذه المسألة الحساسة، حيث أظهرت النتائج توافق لا مثيل له بين جميع فئات المجتمع الجزائري، وفي جميع مراحله . ويمكن إستخلاص، من خلال نتائج هذه الدراسة الميدانية، أن كرة القدم والمنتخب الوطني على وجه الخصوص أصبح يشكل أحد الإهتمامات الكبرى لجميع أفراد المجتمع الجزائري، وهذا بإختلاف أعمارهم، ثقافاتهم، توجهاتهم أو جنسهم. وبطريقة أخرى، أصبح المنتخب الوطني ظاهرة حقيقية تشكل الإستثناء، في مجتمع يعاني من مرض عضال اسمه اللامبالاة . ح / سمير