ساهم المخطط الأمني الذي شرعت في تطبيقه القوات الأمنية المشتركة منذ بداية موسم الاصطياف، وزادت من تفعيله وتعزيزه بعد العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 3 دركيين بشاطئ تازة بزيامة منصورية، في الحد من تحركات العناصر الإرهابية المسلحة المشكلة لكتائب الاعتصام التي تنشط بجبال ولاية جيجل، كما ساهمت عمليات تمشيط الطرق الولائية والوطنية، وانتهاج أسلوب الخرجات الليلية لنصب الكمائن في التقليل من مداهمات الإرهابيين للسكان العزل بالمناطق النائية بحثا عن المواد الغذائية. * وحسب ما علمته الشروق اليومي من مصادر مطلعة، فإن نجاح مختلف أجهزة الأمن المكلفة بمحاربة الإرهاب والتصدي له في الإيقاع بالإرهابيين المتسللين نحو المدن الداخلية مثلما حدث في الآونة الأخيرة بالطريق الوطني رقم 27 ببلدية سيدي معروف، أو من خلال نجاحها في القضاء على العناصر الإرهابية المتنقلة بين المراكز والملاجئ الغابية، مثلما حدث بأعالي جبال بوذريعة وبني ياجيس حينما قضت قوات الجيش على إرهابي كان ضمن مجموعة إرهابية وقعت في دائرة الكمين المنصوب لها، جعل الجماعات الإرهابية تراجع خريطة انتشارها وتوزيعها. * مصادرنا المتتبعة للشأن الأمني، والتي اعترفت بأن تنسيق الجهود الأمنية وتبادل المعلومات المتحصل عليها من اعترافات الإرهابيين المقبوض عليهم في الحواجز الأمنية، وكذا المعلومات المقدمة من طرف التائبين، ساهمت في تشتيت جهود الجماعات الإرهابية المسلحة، واستنزاف قدراتها القتالية، أدت في النهاية إلى انتهاج لأسلوب السير والتنقل ضمن مجموعات صغيرة مشكّلة من 3 عناصر مسلحة وعند الضرورة القصوى يصل العدد إلى 5 عناصر، وهذا تجنبا لوقوع المزيد من الخسائر في صفوفها، خاصة مع تواجدها تحت الملاحقة المستمرة والمراقبة الدائمة. * ومن جهة أخرى أفادت مصادر عاملة على الملف الأمني، بأن المخطط الجاري العمل به حاليا سيتم تعزيزه خلال الأيام القليلة القادمة بمناسبة حلول الشهر الكريم، حيث ينتظر الدفع بخبراء أمنيين في علم النفس الإكلينيكي على مستوى الحواجز الأمنية لمراقبة تسلل العناصر الإرهابية نحو المدن الداخلية والولايات المجاورة عبر وسائل النقل التي سيتم إخضاعها إلى التفتيش والتدقيق في هوية المسافرين وقراءة سلوكياتهم وتصرفاتهم أثناء عمليات المراقبة، على اعتبار أن الخوف يؤدي دائما إلى إحمرار وجه صاحبه نتيجة الزيادة في إفراز مادة الأدرينالين، إضافة إلى جملة من التدابير والاحتياطات الأمنية الأخرى التي قد تساعد على تضييق الخناق أكثر على الجماعات الإرهابية المسلحة التي تراجع نشاطها هذه المرة بشكل ملفت بعد أن فقدت الكثيرة من عناصرها في المواجهات العسكرية مع قوات الجيش وباقي الأسلاك الأمنية الأخرى، حيث فاق عدد الإرهابيين المقضي عليهم في الفترة الممتدة ما بين السنة الماضية والسنة الجارية أزيد من 20 إرهابيا، وتدمير أكثر من 40 كازمة مع إتلاف محتوياتها من المواد الغذائية والأغطية والأفرشة، وتدمير مركز لتدريب العناصر الإرهابية وإبطال مفعول العشرات من القنابل ذات الصنع التقليدي، وهي النجاحات التي جعلت التنظيم الإرهابي عاجزا عن توفير مؤونته تحسبا لشهر رمضان المعظم.