البطاقة الخضراء.. حلم كثير من الجزائريين للهجرة إلى أمريكا السفارة الأمريكية تلغي أسماء فائزين رغم تسديدهم لمستحقات الهجرة * ألغت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر قائمة تضم عشرات الشباب الجزائريين الفائزين سنة 2007 في قرعة البطاقة الخضراء، والذين كان يفترض أن يتم تهجيرهم هذه السنة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للإستقرار والعمل فيها بصفة دائمة، في إطار ما يسمى ببطاقة "غرين كارد الأمريكي" التي يشارك فيها آلاف الجزائريين سنويا لتحقيق حلم الهجرة إلى الولاياتالمتحدة والخلاص، هربا من شبح البطالة وبحثا عن الحلم الامريكي، والظفر ببطاقة إقامة دائمة وعمل مستقر، بصفة قانونية وشرعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. * وأبلغت مصالح الهجرة على مستوى السفارة هؤلاء الشباب بأن ملفاتهم مرفوضة، رغم أنهم فازوا في القرعة لحجة أن تخصصات عملهم غير مطلوبة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي أثار غضب الشباب المشاركين الذين اعتبروا أنفسهم ضحية، حيث دفعوا 5 ملايين سنتيم من اجل إجراء الإستجواب في السفارة، ودفعوا من 5 إلى 10 ملايين أخرى لتحضير الملف المطلوب، والذي يتطلب ترجمة كل الوثائق إلى اللغة الإنجليزية لتقديمها للسفارة الأمريكيةبالجزائر، بما في ذلك بطاقة التعريف الوطنية، رخصة السياقة، جواز السفر، شهادة الميلاد، والشهادات الدراسية المتحصل عليها، وشهادات العدل، وعدة وثائق إدارية أخرى، يشترط عليهم ترجمتها كلها إلى الإنجليزية لدى مترجمين معتمدين من طرف الدولة، وتوقيعها بختم رسمي، مما يكلفهم أكثر من 10 ملايين سنتيم، ليتم في النهاية إبلاغهم بأن ملفاتهم مرفوضة لسبب أو لآخر. * وما زاد من استياء هؤلاء الشباب هو عدم استقبالهم على مستوى السفارة، رغم إلحاحهم وترددهم في أيام الإستقبال عليها، حيث يتم التعامل معهم بالهاتف فقط، ما يجعلهم عاجزين حتى عن الإستفسار عن ملفاتهم عن قرب لشرح انشغالاتهم للمصالح المكلفة بالملف على مستوى السفارة. * وقد تقدم عدد من الشباب الذين ألغيت أسماؤهم ل"الشروق اليومي" وقدموا كل الوثائق التي تثبت أنهم فائزون في القرعة، وأنهم يتوفرون على كل الشروط المطلوبة في الملف للإلتحاق بالولاياتالمتحدة، غير أن السفارة أبلغتهم بأن ملفاتهم رفضت بحجة أن تخصصات عملهم ليست مطلوبة في الولاياتالمتحدة، مثلما هو الحال بالنسبة للشاب "م. محمد" من باب الزواربالجزائر العاصمة البالغ من العمر 25 سنة، والذي فاز في قرعة "غرين كارد" سنة 2007 على أساس أن يلتحق بالولاياتالمتحدة ابتداء من هذه السنة، وخضع للإستجواب الشفهي في السفارة، مقابل دفعه لمبلغ قدره 5 ملايين سنتم، قبل أن يتم إبلاغه بأن ملفه مرفوض بحجة أنه لا يتوفر على الخبرة المهنية المطلوبة والمقدرة بسنتين على الأقل، وتم إبلاغه بأنه يمكنه أن يواصل العمل لبضعة أشهر ليستوفي الخبرة المهنية المطلوبة، ثم يعود لدفع ملفه، غير أنه عندما رجع إليهم بعد أشهر، قيل له بأن ملفه مرفوض بحجة أن تخصص عمله غير مطلوب في الولاياتالمتحدة، وأكد "محمد" الذي زار "الشروق اليومي" مرفقا بحزمة من الوثائق، بأنه وجد نفسه بين عشية وضحاها ضحية، حيث فقد كل أمواله، وفي الأخير لم يربح شيئا، مؤكدا بأن العديد من أصدقائه بولاية تيزي وزو فازوا في القرعة وحدث معهم نفس الأمر، حيث أنهم دفعوا مبلغ 5 ملايين مقابل خضوعهم للإستجواب الشفهي، زائد 5 أو 10 ملايين أخرى لتحضير الملف. * وبلغ عدد الفائزين بالبطاقة الخضراء 1024 سنة 2007، والذين سيهاجرون باتجاه الولاياتالمتحدة قبل نهاية السنة الجارية، وقد دفع كل واحد منهم 15 مليون سنتيم لتحضير ملف الهجرة، منها 5 ملايين سنتيم لإجراء الإستجواب الشفهي في السفارة، والعشر المتبقية من المبلغ الإجمالي تم دفعها لمكاتب الترجمة المعتمدة من طرف الدولة. * وبعملية حسابية بسيطة يتضح أن 1024 جزائري راغب في الهجرة دفعوا في "يانصيب" السنة الماضية مبلغ 15 مليارا و360 مليون سنتيم، منها 5 ملايير و120 مليون سنتيم ذهبت إلى خزينة سفارة الولاياتالمتحدة في الجزائر، علما أن هؤلاء الشباب الذين دفعوا هذه "المستحقات" لن يهاجروا بالضرورة، إذ يمكن أن ترفض ملفاتهم فيما بعد، لعدة أسباب، رغم فوزهم في القرعة النهائية. * أما بالنسبة للفائزين في "يانصيب" 2008 فقد بلغ عددهم 2205 شخص، ستنتهي عملية تسديد "حقوق الهجرة" بجمع مبلغ 33 مليارا و75 مليون سنتيم لإجراء الإستجواب وتحضير الملف، منها 11 مليارا و25 مليون سنتيم ستذهب إلى خزينة السفارة الأمريكية في الجزائر. * ويقدر إجمالي الجزائريين الفائزين في هذه القرعة خلال سنتي 2007 و2008 ب 3299 دفعوا ما مجموعه 48 مليارا و435 مليون سنتيم، منها 16 مليارا و495 مليون ذهبت لخزينة السفارة. * علما أن الحكومة الأمريكية تمنح أكثر من 55 ألف بطاقة خضراء سنويا عن طريق عملية القرعة، يشارك فيها أشخاص من مختلف دول العالم.