خبز وحليب جزائريان يقطعان الحدود مقابل الشبّاكية المغربية يعتبر شهر رمضان المعظم إضافة إلى أهميته الدينية والدنيوية مناسبة لتغيير طباع الأكل، فرمضان بالنسبة للكثيرين هو شهر إعطاء البطن حقها بعد ساعات طويلة من الصيام والحرمان المفروض عليها، لذا فإن المتجول في أسواق الناحية الحدودية خاصة خلال شهر رمضان لابدّ أن يلفت انتباهه مظهر عشرات السلع المغربية التي تزيّن محلاته وتغري الصائمين من التوابل والبهارات المغربية ذائعة الصيت، * حيث يستقبل السوق المغطى بوسط مدينة مغنية في الأسبوع الأخير الذي يسبق شهر الصيام آلاف الزوار من مختلف أرجاء الوطن لشراء هذه التوابل التي يعتبر حضورها ضروريا، لتحضير حريرة رمضان، لكن الزائر إلى سوق مغنية لا بد له أن يتوقف عند باعة الفاكهة الذين يعرضون فواكه غير متوفرة في السوق الجزائرية كالأناناس وجوز الهند والكيوي وأخرى. ورغم توفر الإنتاج المحلي إلا أن نوعيتها جد متميزة، كما هو الشأن بالنسبة للعنب والبرقوق والخوخ، سلع مغربية أخرى يكثر عليها الطلب هي الفواكه المجففة، لكن أكثر ما يسيل لعاب الصائمين هي المكسرات المغربية وحتى المشروبات الغازية المغربية، رغم ثمنها الخيالي حيث تعرض بأسواق مغنية بسعر يتراوح بين 180 إلى 200 دج لقارورة لتر ونصف، بينما تعرض بسيدي بوجنان و بوكانون ب150 دج فقط، ويؤكد مقتنوها أن مذاقها الجيد هو ما يجعلهم يفضلونها على المشروبات الجزائرية رغم أن سعرها مضاعف لأسعار الحلويات الشرقية التي تعرض في أسواق سيدي بوجنان قبل أن يجف عسلها بعد أن يتم تهريبها في أولى ساعات الفجر. وفي الجهة المقابلة من الحدود، يحول سكان شرق المملكة المغربية خلال الشهر الفضيل وجوههم شطر أسواق وجدة وأحفير وبني درار، أين لا صوت يعلو على صوت السلع الجزائرية، نظرا لسعرها الجد مغري أمام تدني قيمة الدينار الجزائري أمام الدرهم المغربي، فإذا كان ثمن عبوة المشروبات الغازية بالمغرب 10 دراهم للتر ونصف أي 100 دج، فإن قارورة لترين من المشروب الغازي الجزائري تصل إلى المواطنين المغاربة ب8 إلى 8.5 درهم، وهو ما يجعلهم يفضلون إقتناء المشروبات الجزائرية، أما أهم المواد الإستهلاكية التي يكثر عليها الطلب عند جيراننا في المملكة المغربية فتبقى الحليب ومشتقاته كالياغورت والأجبان نظرا لسعره الجد تنافسي. * الخبز الجزائري مادة أخرى تغري المغاربة، فثمن الرغيف بمملكة أمير المؤمنين هو 3 دراهم أي أزيد من 3 أضعاف سعره بالجزائر، وقد شهدت أسواق مغنية منذ حوالي أزيد من شهر إختفاء كليا لحليب نستلي المركز، وأكدت مصادرنا أن وجهته أضحت مباشرة نحو المغرب خاصة وأن الطلب يتزايد عليه في شهر رمضان. وكانت السنوات السابقة قد شهدت حركة غريبة عبر الحدود، فمن تهريب البيض الجزائري إلى استيراد الدجاج المغربي، لتبقى الحدود البرية بين الجزائر والمغرب مفتوحة على كل أنواع التهريب التي يتحكم فيها قانون العرض والطلب، وهامش الربح دون أي اعتبارات أخرى للسياسة ولا لغيرها.