الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور عبد الكريم بكار فاجأ الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور عبد الكريم بكار، متابعيه عبر برنامج "باغي الخير" على قناة "الصفوة" المنبثقة عن شبكة "أوربت" الإعلامية، عندما أعلن بكل صراحة أن مصر التي درس فيها وأحبها يسوؤه أنها فقدت ريادتها الثقافية، وأن الأزهر الذي يحمل شهادته في كل مراحل الجامعة والماجستير والدكتوراه لم يعد اسمه طناناً ولا رناناً. وكان بكار الذي اشتهر بآرائه الإسلامية المعتدلة، وكتبه الجريئة في تطوير الخطاب الديني والتربية الفكرية، استضافته القناة للحديث عن تجربته في التعليم والتأليف، إذ علق ساخراً على تعريف المذيع له بأنه قضى ربيع عمره في الكتابة والتأليف، فقال مصححاً "بل قضينا مع الربيع الخريف والشتاء في هذا الحقل أيضاً"! وجاء حديثه عن مصر في سياق حديثه عن مسيرته العلمية، مضيفاً "درست في مصر المرحلة الجامعية في الأزهر، ثم عدت إلى السعودية أعمل بها، ثم ذهبت لتسجيل الماجستير في الليلة التي سبقت حرب تحرير سيناء في 73م، وبعد ذلك أكملت الدكتوراه في الجامعة نفسها". لكن المذيع الذي انتبه للفوارق بين مصر الأمس واليوم، فاجأ بكار بالسؤال عن أجواء الحرب التي استرد فيها العرب كرامتهم، فاعتبرها حرباً كان لا بد منها، انتصرت لكرامة جُرحت في 76 فاستبشر بها المسلمون أجمعين خيراً. إلا أن الحديث الإيجابي انقلب سلبياً عندما سئل بكار عن جيل اليوم، وهل هو قادر على تحقيق انتصار مماثل، فرد بأن "القدرة موجودة، إلا أن الإرادة هي التي غابت. فالعرب يقولون لا نستطيع محاربة إسرائيل، حياء من قولهم لا نريد محاربتها." وبالعودة إلى مقارنة جيل السبعينات المصري بالجيل الحالي، في ميدان الثقافة والفكر والأدب، أيد بكار القول الذي تردد كثيراً بأن "مصر فقدت ريادتها الثقافية"، وأكد أن الحقبة الماضية في الخمسينات والستينات، والسبعينات، شهدت فيها مصر رواداً عظاماً في الفكر والثقافة، فأخرت بهم الأمم، وكذلك الأزهر كان في ذلك العهد منارة مبهرة لأي طالب علم أو شريعة، لكن التأخر في هذا الميدان استمر، حتى تفوّقت كثير من البلدان العربية على مصر التي كانت هي الرائدة، ولم يعد الأزهر ولا أخوات الأزهر في عالمنا العربي مع الأسف شيئاً مسعداً. ونبه إلى أن المؤشر الأقرب على ما قاله من فقدان الجمهورية العريقة ريادتها الثقافية، هو مجيئها بعد ثلاث دول عربية في براءات الاختراع العام الماضي، مع أنها أكثر الدول العربية عدداً. وفي ما اتصل بإسرائيل، اعتبرها بكار ليست قوة معجزة، لكنها انتصرت على العرب بأخذها بأسباب التقدم، باحترامها حريات الإسرائيليين، وإقامة العدل بينهم، فيما لا يزال العرب يُستضعفون وتملى عليهم القرارات، لأنهم لا يقيمون للعدالة في كثير من الأحيان في أوطانهم وزناً. بكار الذي بلغت مؤلفاته نحو 40 كتاباً في التربية والفكر والثقافة، وسجل نحو 5000آلاف ساعة تلفزيونية، قال إنه لا انتصار على إسرائيل قبل أن تنتصر الدول العربية على تخلفها وسوء إدارتها للثروات. إلا أنه في نهاية المطاف أقر بأن الواقع العام يشهد تحسناً، وإسرائيل باتت مدركة أن بقاءها على ما هي عليه مستحيل، خصوصاً بعد حرب تموز وحصار غزة.