عندما أقرأ أنه في مرحلة من مرحلة حكم الأتراك للأمة الإسلامية، كان لابس الثوب الجديد، يدفع في مصر ضريبة للعمدة التركي، أحس أن ذلك الحكم كان طورا مشؤوما في تاريخ الأمة الإسلامية. * لكن ما السر في أن يستمر مثل هذا الهزل النحيف، ويستمر معه قوم يسارعون إلى صرف الناس عن الأناقة في الملبس، والزعم باسم الله أن ذلك يهز حقائق الدين في الدنيا، ويؤدي إلى جهنم في الآخرة؟ ! يؤسفني أن أقول: إن كتلا من المتدينين ما زالت تولد في هذا الفهم المغشوش لحقائق الدين وتموت عليه، إما زهدا فيما معنا، أو انسلاخا عما ورثنا، حتى لكأن المظهر الأنيق أصبح بينه وبين الإسلام خصومة قديمة، أو كأن قضايا الوحي التي اختص المسلمون بها جاءت فقط لتصفي حسابها مع العباءة والسراويل !! أي تفكير تافه هذا الذي يختزل دينا جاء ليريح العالم من علله، في قندورة وسروال، ويجعل دعوته الجليلة لا تخرج عن هذا النطاق الهزيل؟ وأي سلفية هذه التي تطمر مواريثنا الجليلة في التراب، وتتحول في أيدي أصحابها إلى معارك خالدة من أجل تثبيت مظهر، أو تكريس قشرة؟! إن الله يحكم علينا بحقيقتنا لا بمظاهرنا، ولعل مسلما "متكستما ومتكرفطا" أنيقا وجميلا، هو أحرص على صيانة الدين واستبقاء قداسته من ملتزم بتشمير الثوب، لكنه محدود من جهاته الأربع بالبلاهة والغباء والجهل.