وكأني بك أخي المؤمن قد تاقت نفسك لتعرف سبيل النجاة في كيفية المداومة على العمل الصالح بعد شهر رمضان؟ فأقول لك بلسان المشفق الناصح الأمين * لا بد أولا : من العزيمة الصادقة على لزوم العمل والمداومة عليه أيا كانت الظروف والأحوال وهذا يتطلب منك ترك العجز والكسل ولذا كان نبينا، صلى الله عليه وسلم، يتعوذ بالله من العجز والكسل . * ثانيا: القصد القصد في الأعمال، ولا تحمل نفسك مالا تطيق ولذا يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا" رواه البخاري ومسلم. ولتعلم يا أخي أن البركة في المداومة، فمن حافظ على قراءة جزء من القران كل يوم ختمه في شهر، ومن صام ثلاثة أيام في كل شهر فكأنه صام الدهر كله .. وهكذا بقية الأعمال . * ثالثا: عليك أن تتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه.. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل"/ رواه البخاري ومسلم. * رابعا: استحضر يا رعاك الله ما كان عليه أسلافنا الأوائل: فهذا حبيبك محمد، صلى الله عليه وسلم، تخبرنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه كان إذا نام من الليل أو مرض صلى في النهار اثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم، وترك صلى الله عليه وسلم اعتكاف ذات مرة فقضاه، صلى الله عليه وسلم، في شوال، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لبلال عند صلاة الفجر: "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة"، قال: "ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي ".