نقلت أمس صحيفة "الوطن" السعودية، تفاصيل ما وصفته بتقرير الطبيب الشرعي في مكة، والمتعلق بحادثة وفاة الطفلة الجزائرية، سارة الخطيب، ذات الخامسة عشر عاما، حيث أكد التقرير بحسب مزاعم الصحيفة، عدم تعرض الضحية للاغتصاب باستثناء كسور في العمود الفقري وكاحل القدم الأيسر بسبب سقوطها من الدور السادس عشر على سطح فندق آخر أقل انخفاضا . * استبق الأمور فشكك في الضحية وترك الجلاد * وقال الناطق الإعلامي بشرطة مكةالمكرمة، الرائد عبد المحسن الميمان إن التحقيقات مع المتهمين مازالت قائمة من قبل هيئة التحقيق والإدعاء العام وسيتم تصديق الاعترافات شرعا، اليوم السبت، مدعيا أن الوافدين اللذين تم القبض عليهما (من جنسية عربية) يقيمان بطريقة غير نظامية في البلاد، وأن هناك قرائن تشير بالفعل إلى علاقة أحدهما مع الفتاة!! علما أن صحيفة أخرى هي الرياض، قالت على موقعها الالكتروني أن المقبوض عليهما، اسمهما، جلال وعامر، وكلاهما عربيان، يرجح أنهما من اليمن، وكانا يعملان بطريقة غير شرعية في الفندق المجاور للحرم الشريف. * من جهة أخرى، تكشفت حقائق جديدة في القضية، أن الفتاة البالغة من العمر 15 عاما هي لاعبة كاراتيه وتجيد الدفاع عن نفسها ومن المستبعد السيطرة عليها بسهولة، وذلك استنادا أيضا لشهادة والدها بالتبني، بومدين الخطيب، الذي يبدو من خلال تصريحاته منزعجا من طريقة سير التحقيقات حتى الآن، وهو لهذا الأمر، صرح للشروق، أنه عيّن بالفعل محاميا سعوديا، للتكفل بالقضية التي تتبناها حتى الآن الجهات الدبلوماسية الجزائرية، في الوقت الذي لا يستبعد فيه البعض أن تدخل الجهات الفرنسية على الخط، باعتبار أن الضحية كانت تحمل الجنسية الفرنسية أيضا. * وزعمت مصادر في الفندق الذي نزلت فيه الأسرة، حسب ما نشرته صحف سعودية أمس، إنه "فيما يبدو أن هناك علاقة رومانسية مع أحد العاملين (المقبوض عليهم) والفتاة التي اعتادت الخروج من غرفتها مساء للذهاب لتناول العشاء مع المسنة (معتمرة جزائرية) في الأدوار العلوية، وفي مساء الثلاثاء الماضي وحين افتقدها والدها أبلغ مدير الفندق فكلف الأخير أحد العمال (العامل الآخر المقبوض عليه) بالبحث عنها في الدور السادس عشر الخالي من النزلاء وتم البحث عنها في الغرف، في تلك الأثناء اختفى الثلاثة عن الأنظار، وما هي إلا لحظات حتى سقطت الفتاة من الدور السادس عشر إلى الدور الثاني عشر في الفندق المقابل وسط أربعة عمال بنجلاديشيين كانوا يتناولون طعام العشاء فسارع أحدهم بإبلاغ الجهات الأمنية وإسعاف الفتاة التي فارقت الحياة في المستشفى، فيما قامت إدارة الفندق بالقبض على العامل المشتبه بعلاقته بالفتاة وتسليمه للجهات الأمنية. هذه الرواية، غير المقنعة، تزعج كثيرا عائلة الفقيدة، وتقول أنها تهدف إلى التغطية على المجرم الحقيقي، فكيف لفتاة متفوقة، ورياضية، تحفظ عدة أحزاب من القرآن الكريم، وجاءت لأطهر مكان في الأرض، من أجل أداء مناسك العمرة، بمحاذاة بيت الله الحرام، أن تقع في مثل هذه المغامرات العاطفية التي لم تمارسها حتى في فرنسا؟! * * إلى ذلك، أشارت المصادر السعودية دوما إلى أن كامل الفوج الذي قدمت معه الفتاة وأهلها، غادر بما في ذلك المرأة الكبيرة في السن التي كانت الفتاة تدعي الصعود إليها وحاولت استثارة المعتمرين الجزائريين للتجمهر عند الفندق، ولم توضح نفس المصادر، ما إذا كانت المغادرة طوعية، نظرا لارتباط شقيق الضحية بدراسته كما قيل، أم أنها جاءت بأوامر الشرطة السعودية التي انزعجت من قيام العائلة بإثارة الشغب دفاعا عن دم ابنتها وبحثا عن المجرمين، وهو الأمر الذي لاقى دعما من طرف عدة معتمرين، ليس من الجزائر وحسب وإنما كذلك، من بلدان عربية أخرى، خصوصا أن الخطأ السعودي يبدو شنيعا في اتهام الضحية أولا بإقامة علاقة عاطفية مع أحد العمال، ثم كيف يتم توظيف عمال غير شرعيين، في فندق مهم بمحاذاة الحرم الشريف، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب القبض عليهم، إذا كانوا متورطين أصلا، بسبب غياب وثائق تثبت هويتهم الحقيقية لدى جهات الأمن السعودي؟! هذه الأسئلة وغيرها، تحيط بملف الحادثة، وتجعلها مرشحة لمزيد من التطورات في الساعات القادمة، خصوصا أن الجهة المكلفة بالتحقيق ستسلم تقريرها اليوم السبت، وهو الأمر الذي تنتظره عائلة الفقيدة وأيضا الجهات الجزائرية الرسمية للفصل في موقفها بخصوص ما وقع للطفلة سارة. * *