لا تزال عملية اختطاف الفرنسيين الخمسة تهز قيادة أركان جهاز الاستخبارات الفرنسي بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الدفاع بطلب من الرئيس نيكولا ساركوزي لبحث مستجدات القضية، وحسب مصادر مأذونه فإن الاستخبارات الخارجية الفرنسية بدأت انتشارها في مالي والنيجر لتعقب أخبار الخاطفين والبحث عن الطرق الأسرع للوصول على الأقل إلى مفاوضين. وكان متحدث باسم الاليزيه قد أعلن أن حكومة النيجر أدلت بشهادة مفادها أن الجماعة المسلحة التي قامت باختطاف الرهائن السبع فى النيجر قد توجهت إلى مدينة "اينابانجاريت" الواقعة بالقرب من حدود مالي والجزائر . * * وجند الرئيس نيكولا ساركوزي المنسق العام لقضايا الاستخبارات والأمن بالاليزيه "برنار باجولي" لتتبع الأوضاع عن كثب والتنسيق ما بين الأجهزة الأمنية المختلفة ليكون الرئيس على اطلاع كامل بالمستجدات المتعلقة بالقضية و ليستطيع اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت "الحقيقي" لأن كل الدلائل رغم عدم صدور أي بيان من الجهة الخاطفة تشير إلى أن منفذي العملية هم رجال يعملون لصالح تنظيم "القاعدة" وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اتهم الجمعة صباحا تنظيم "القاعدة" بخطف سبعة أجانب بينهم خمسة فرنسيين مضيفا انه على الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الاختطاف إلا "أننا نتصور انه تم اختطافهم من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". * * وكانت الخارجية الفرنسية قد استشفت قبل أسبوعين وقوع مثل هذا العمل الإرهابي لما أذاعت "تحذيرا" لرعاياها بمالي والنيجر وجنوب الجزائر تحذرهم فيه من خطر التنقل فرادى في مناطق الساحل الإفريقي وتلفت انتباههم إلى تهديدات تنظيم "الجماعة السلفية". * * وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسي "برنار فاليرو" قد أكد خطف الفرنسيين الخمسة اثنين منهم يعملان في مجموعة "أريفا" النووية وثلاثة في شركة "ساتوم" للبناء من بين سبعة مختطفين أجانب من منجم يورانيوم في منطقة "أرليت" شمال النيجر، وقال إن هذه العملية تمت بطريقة جد مثيرة للقلق، إذ أن الرهائن قد خرجوا دون حراسة من عملهم قافلين إلى منازلهم بمنطقة "آرليت" ذات الحماية الأمنية المكثفة، ففوجئوا بوجود الخاطفين في منازلهم، كما أكد أن مركز الأزمات في وزارة الخارجية الفرنسية يقوم بالاتصال بالسفارة الفرنسية في نيامي للاطلاع على أخر التطورات و تتشكل خلية الأزمة التي أقامها قصر الاليزيه من خبراء أمنيين وممثل الرئاسة وضباط عن جهاز الأمن الخارجي "الدي جي آس أو". * *