ينتظر القائمون على الملف السياحي بولاية تيبازة أكثر من 40 مليون مصطاف خلال هذا الصيف. ورغم الاعتداءات الإرهابية التي هزت ساحل الجهة الغربية لتيبازة ،لايزال المصطافون الهاربون من لفحات الشمس الحارقة يتدفقون بالآلاف نحو شواطئ دواودة، تيبازة، شنوة، شرشال وإلى أقصى الغرب نحو الداموس وڤورايا ولرهاط أين الشواطئ البرية دون أية صناعة سياحية! فاطمة رحماني رغم ما تحويه ولاية تيبازة، المحاذية للعاصمة والتي تتوسط ولايات الشلف وعين الدفلى والبليدة، من آثار عتيقة تحمل في ثناياها تاريخ الحضارة البشرية التي مرت من هذه المناطق، إضافة إلى الشريط الساحلي الخلاب الذي يفوق طوله 12 كلم، إلا أن كل هذه المميزات لم تسايرها سياسة سياحية تعتمد على البيئة التحتية المنجزة منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي والآلية للسقوط، وقد دق منتخبون في عدة دورات للمجلس الولائي ناقوس الخطر من وضعية المرافق السياحية القديمة والقليلة، ودعوا إلى تجديد الحظيرة السياحية ودعمها بالقطاع الخاص كحل وحيد. وبالعودة إلى ما تملكه ولاية تيبازة من مرافق تعود إلى إنجازات الرئيس هواري بومدين، تعرف هذه الأخيرة وضعا كارثيا بفعل القدم مثلما هو حال مركب ماطاريس الذي تآكلت أساساته وجدرانه إثر القدم والزلازل التي مست المنطقة وقد أثبتت الخبرة التقنية أن تأهيله يكلف خزينة الدولة الملايير، علما أن الفنادق الأخرى عرفت سنوات الإرهاب توجها حاد بها عن العمل السياحي، مثلما كان شأن مركب السات الذي تحول آنذاك إلى قبلة لبائعات الهوى مما جعله منطقة محرمة عن العائلات ولولا جهود الإدارة الجديدة التي أعادت فتحه للعائلات لضاع إلى الأبد. من جهة أخرى انتقد نواب في المجلس الولائي بتيبازة تحول مركب "القرن الذهبي" إلى محمية مغلقة فأضحت حكرا على الخاصة من الأثرياء والشخصيات العليا في الدولة ليحرم بذلك المواطن العادي من أن تطأ قدماه تراب ذلك الموقع السياحي الخلاب! تجدر الإشارة إلى أن مرافق سياحية أخرى تعرضت إلى تدهور خلال سنوات ليعاد توجيهها عن خاصيتها السياحية، كما هو الشأن بفندق القيصرية بشرشال الذي تحول إلى مقر للأمن، فيما تحول فندق ميرامار ببوسماعيل إلى دار دعارة لينقذ في الأخير ويصلحه صندوق الضمان الاجتماعي. وفي أقصى الجهة الغربية بڤورايا انتقد مسؤولون بالبلدية تأجيل انطلاق المركب السياحي بالنقطة الحمراء لسنوات رغم كونها مدرجة ضمن منطقة التوسع السياحي، علما أن ڤورايا كانت أيام الاستعمار تحوي فندقين إثنين لتجد نفسها اليوم دون أي مرفق سياحي أو فندقي رغم المناظر الطبيعية الخلابة والكورنيش الرائع الملتصق بالجبل والغابة. ويطالب المنتخبون بالولاية الإسراع في حل مشكل العقار السياحي الذي عرف استنزافا في السابق وبعث مناطق التوسع السياحي بالدواودة وشنوة وقوريا ووادي البلاع وتجسيدها ميدانيا لتحريك الاقتصاد السياحي باعتباره المورد الأكثر مردودية لولاية فقيرة كتيبازة. للإشارة، وبعد عرقلة دامت عشريات، تمكن مستثمرون من الإمارات من الظفر بمنطقة العقيد عباس بالدواودة لتحويلها إلى منتجع كبير ومرافق فندقية وفيلات ومراكز تجارية عملاقة، فيما سيتم الإعلان قريبا عن الجهة الخليجية التي ستنطلق في الاستثمار في منطقة النقطة الحمراء بڤورايا العذراء حسب ما علمته "الشروق".