تصوير: يونس أوبعييش دعا رئيس فيدرالية المستهلكين زكي حرير الميسورين إلى الكف عن مزاحمة المعوزين في استهلاك حليب الأكياس، للتخفيف من أزمة الحليب التي طالت كل الولايات، بسبب نقص المادة الأولية وهي بودرة الحليب، مما دفع بعض المصانع الخاصة إلى تخفيض الإنتاج، في وقت توقف منتجون آخرون عن تزويد المحلات بحليب الأكياس إلى إشعار آخر. * ماتزال معاناة المواطنين مستمرة بسبب تواصل ندرة حليب الأكياس، إلى درجة أضحى اقتناء ما يكفي من هذه المادة بالنسبة لعديد من الأسر بمثابة هاجس يومي، خصوصا بالنسبة لذوي الدخل المحدود الذين لا يمكنهم أن يستبدلوا حليب الأكياس بأنواع أخرى أغلى ثمنا. * وفي ظل تفاقم الوضع لم يفوت المستهلكون أي طريقة للحصول على حليب الأكياس من المحلات التجارية، من بينها النهوض باكرا مع صلاة الصبح وانتظار قدوم الموزعين التابعين للمنتجين العموميين، من أجل الظفر بكيس أو كيسين من الحليب، في حين لجأ الكثير من التجار إلى إخفاء الكميات التي يحصلون عليها من الحليب عن طريق الموزعين، من أجل بيعها للمعارف والأقارب فقط، وعمد آخرون إلى تسقيف عدد الأكياس التي يحصل عليها كل زبون، على أن لا يتجاوز عددها الكيسين بالنسبة لكل مشتر. * ولجأ كثير من التجار إلى تعليق نشاطهم في ما يخص بيع حليب الأكياس بسبب توقف المنتجين الخواص عن النشاط، بحجة ندرة غبرة الحليب، في وقت تتهم فيدرالية المستهلكين على لسان مسؤولها الأول بعض المنتجين الخواص بتحويل نسبة معتبرة من المادة الأولية لصناعة مشتقات الحليب، رغم أنها مدعمة من قبل الدولة وموجهة خصيصا لصنع حليب الأكياس. * ويؤكد زكي حريز رئيس فيدرالية المستهلكين، بأن هيئته اتصلت بكافة الأطراف المعنية للاطلاع على خلفية ندرة حليب الأكياس، وسجلت امتعاض المنتجين الخواص عبر مناطق عديدة من الوطن، بسبب عدم تزويدهم بالكميات الكافية من غبرة الحليب عن طريق الديوان المهني للحليب، مؤكدين بأن الديوان لم يعد يزودهم سوى بحوالي 50 في المائة فقط مما كانوا يحصلون عليه من المادة الأولية، مما اضطرهم إلى تخفيف طاقتهم الإنتاجية. * ولم يفوت بعض التجار الفرصة كي يحققوا مداخيل إضافية على حساب المواطن البسيط، مستغلين استمرار أزمة حليب الأكياس، بعد أن لجأوا إلى زيادة خمسة دنانير في سعر الكيس الواحد ليصبح 30 دج بدل 25 دينارا. * وفي سياق متصل سجلت فيدرالية المستهلكين إقدام الكثير من المنتجين الخواص على الغش في تركيبة حليب الأكياس، عن طريق خفض كمية المادة الأولية، موضحا بأن التحاليل المخبرية التي أجرتها هيئته أثبتت أن الكيس الواحد يحتوي على 70 غراما من المادة الصلبة مقابل لتر واحد من الماء، في حين أن المعايير تحدد 100 غرام من غبرة الحليب في لتر واحد من الماء.