أعلنت الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير مسجد الجزائر الأعظم، عن فتح العروض الخاصة باختيار شركات إنجاز المسجد الذي سينطلق فيها مطلع السنة القادمة غدا، على أن يتم الاستلام النهائي للمشروع الضخم الذي تم تصميمه من طرف فريق من المهندسين الألمان، مع حلول سنة 2014 . وشارك في المناقصة التي أعلنتها الحكومة لاختيار شركات الإنجاز أزيد من 20 شركة عالمية من الجزائر وكوريا الجنوبية وفرنسا وألمانيا والصين وإيران واليابان، كما تم قبول عروض تقدمت بها عدة شركات دولية في شكل مجمعات، على أساس القيود التي فرضتها الحكومة من بينها شرط تحقيق رقم أعمال لا يقل عن مليار أورو، وفي حالة المجمعات، أن يكون صاحب الأغلبية فيها لا تقل نسبة مساهمته على 60 بالمائة، إلى جانب 20 بالمائة كأقل نسبة لباقي المساهمين، مع شرط الكفاءة والخبرة 20 سنة في مجال تجسيد المباني الكبيرة، وأن تكون قد أنجزت خلال 10 سنوات الأخيرة مشروعين على الأقل من نفس الحجم، إلى جانب ضرورة أن تتوفر على طاقم من الموظفين المؤهلين، من مهندسين وخبراء لا يقل عددهم عن 2000 موظف، ولا يسمح بمشاركة شركات لم تنجز عمارات بأزيد من 30 طابقا، وعلى أرضية زلزالية مثل أرضية الجزائر العاصمة. وكشف المدير العام للوكالة محمد عليوي، في تصريحات ل"الشروق"، أن فكرة الجامع، ظهرت للوجود سنة 1963، وكانت تتمثل في بناء مسجد كبير يليق ب15 قرنا من الإسلام في الجزائر، مذكرا أن المهندس البرازيلي العالمي أوسكار نيميارخ، كان قدم مخططا هندسيا بنظرة مستقبلية فائقة الجمال، واختار له مكانا يقع بين حديقة التجارب بالحامة بقلب العاصمة الجزائر قبالة خليج الجزائر الجميل، لكن المشروع تأخر تنفيذه بسبب شح الموارد. وفي 1985 وبمناسبة إعادة هيكلة حي الحامة وتحويله إلى حي عصري للأعمال، تقرر إعادة بعث المشروع من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، لكن الأزمة المالية لسنة 1986 وانهيار أسعار البترول أجلت الحلم مرة أخرى إلى غاية 2004، حينها الرئيس بوتفليقة نفض الغبار عن المشروع وتقرر إنجازه مع إعادة القيام بالدراسات الهندسية والفنية اللازمة مع ضرورة القيام بتجارب زلزالية على موقع البناء بسبب زلزال العاصمة الجزائر سنة 2003 .