وزير الخارجية الصحراوي ل "الشروق": الاعتداء الوحشي هدفه إفشال المفاوضات مع البوليزاريو الرئيس الصحراوي يراسل الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل هاجمت، صبيحة أمس، قوات الأمن المغربية آلاف اللاجئين الصحراويين بمخيم أكديم أيزيك شرقي مدينة العيونالمحتلة، وقامت بإحراق الخيم التي يسكنها أزيد من 25 ألف مواطن صحراوي أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأسفر الهجوم عن سقوط عشرات الجرحى واستشهاد شاب صحراوي. وأكد وزير الخارجية الصحراوي، السيد محمد سالم ولد السالك في اتصال هاتفي مع الشروق أمس، أن القوات المغربية التي كانت "مصحوبة بقوات الدرك والشرطة والقوات المساعدة استعملت عنفا منقطع النظير تجلى في الطائرات العمودية التي كانت ترمي بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ضد المواطنين الصحراويين العزل"، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى في صفوف الصحراويين، واستشهاد باب محمود القرقار البالغ من العمر 26 سنة، داعيا المجتمع الدولي والأممالمتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي إلى "التدخل لمنع المغرب من ارتكاب المجزرة"، محملا المملكة المغربية "مسؤولية وتبعات ما سيحدث لسكان العيون والمخيم". وأكد الوزير أن اختيار القوات الملكية المغربية التوقيت والمكان لتنفيذ هجماتها واعتداءاتها التي وصفها بالوحشية وغير الإنسانية لم يكن اعتباطيا، وإنما تم بطريقة مبرمجة مسبقا، وذلك من أجل إفشال مفاوضات مانهاست التي شرع الطرفان في إجرائها، مضيفا أن هذا الاعتداء يدخل في سياسة المغرب التي تهدف إلى عرقلة جميع المجهودات الأممية، محملا في نفس الوقت السلطات المغربية مسؤولية هذا الاعتداء. وذكر وزير الخارجية الصحراوي بأن هذا "المخطط الرهيب قد شرع في تنفيذه قبل أربعة أسابيع، بداية بمحاصرة المخيم وقطع الماء والغذاء عنه وكذا اغتيال الشاب ناجم الكارحي وجرح عدد من رفاقه". كما قام المغرب - يضيف الوزير -"بطرد أعضاء من البرلمان الأوروبي وبرلمانيين من إسبانيا وفرنسا وعدد كبير من الصحفيين من الدارالبيضاء ومطار العيون"، مشيرا إلى أن المغرب بفعله هذا "يريد ارتكاب الجرم بدون شهود أجانب مثلما فعل منذ اجتياحه العسكري للأراضي الصحراوية سنة 1975 بالرغم من نداءات جميع المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان". وتابع المسؤول الصحراوي قائلا: "إننا أمام نظام محمد السادس المختلف عن نظام الحسن الثاني الذي ذهب إلى السلام بالتوقيع على مخطط التسوية الأممي سنة 1991 القاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية بعد أزيد من 17 سنة من الحرب الضارية كلفت الطرفين (المغرب والصحراء الغربية) خسائر كبيرة والآلاف من اليتامى والأرامل". وأضاف محمد سالم ولد السالك أن نظام الملك محمد السادس "لم يقم بالحرب لكن يبدو أنه ليس شريكا في السلام أيضا" بحيث يلجأ إلى "التعنت والتملص من التزامات بلاده التي وقع عليها تحت إشراف الأممالمتحدة". وفي نفس السياق أشار بيان وزارة الأرض المحتلة بأن سلطات الاحتلال المغربية استعملت الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وترهيب المواطنين، فيما تحاصر القوات المغربية وأجهزة القمع المغربية من شرطة ودرك شوارع وأحياء المدينة. وأفاد البيان بأن قوات القمع المغربية تدخلت بشكل "عنيف" ضد المتظاهرين الصحراويين مستعملة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وكذلك طائرات الهليكوبتر التي تقذف المتظاهرين الصحراويين بالماء الساخن وهو ما نتج عنه إصابة العشرات منهم إصابات بلغية. وأكدت الحكومة الصحراوية أن الخطاب الذي ألقاه ملك المغرب أول أمس، وما حمله من تهديد صريح، وشن من خلاله هجوما حادا على الجزائر، كان بمثابة الأمر بالشروع في الاعتداء الوحشي الجديد للقوات المغربية على نازحين صحراويين مسالمين وعزل.ويتزامن هذا الهجوم المغربي على مواطني العيونالمحتلة مع انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) حول مصير الصحراء الغربية برعاية الأممالمتحدة في مدينة مانهاست، إحدى ضواحي نيويورك، بحضور الجزائر وموريتانيا. الرئيس الصحراوي يراسل الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل وجه الرئيس الصحراوي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "نداء عاجلا من اجل تدخل للأمم المتحدة التي تتحمل المسؤولية كاملة لوضع حد لهذا التصعيد المغربي الخطير بغية منع سلطات الاحتلال المغربي من اقتراف جريمة جديدة ضد الإنسانية التي سيكون ضحاياها هذه المرة عشرات الآلاف من المواطنين الصحراويين المسالمين و المعزولين".