كشفت تحاليل مخبرية حديثة قامت بها الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين بمخبر "آفاق" في وهران، بأن حليب الأكياس المسوق في الجزائر لا يحمل أي قيمة غذائية، وبأن نسبة المادة الجافة "البودرة" الموجودة فيه جد قليلة، مقارنة مع نسبة المياه والمواد الأخرى التي يحتويها، مما يجعل هذا الحليب مخالفا لمعايير الجودة والصحة الغذائية * يخف رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حرير، صدمته من نتائج التحاليل المخبرية الأخيرة التي وضعت حليب الأكياس تحت المجهر، والتي أثبتت أنه عبارة عن ماء أبيض لا يحمل أي قيمة صحية: "مما يهدد آلاف الأطفال بالإصابة بمرض الكساح الناتج عن الخلل في نمو العظام، بسبب نقص الكالسيوم الغائب تماما في الحليب الذي يستهلكه الجزائريون بكثرة". وأوضح محدثنا بأن الجزائر تعاني من فراغ تشريعي فيما يخص تقنين نسبة المادة الجافة "البودرة" الموجودة في الحليب، مما يجعل مصانع الحليب حرة في تحديد كمية المواد الأولية، فتعمد غالبيتها إلى تقليل نسبة البودرة لأسباب تجارية، ضاربة عرض الحائط بمعايير الجودة والسلامية الغذائية. * وبين السيد زكي حرير، بأنه استقبل عددا كبيرا من شكاوى المواطنين، تتعلق بنوعية حليب الأكياس، خاصة فيما يتعلق بالرائحة والذوق، مؤكدا بأنه على مصالح وزارة التجارة التدخل بسرعة لفرض معايير موحدة لصناعة حليب الأكياس، الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث الاستهلاك في الجزائر، التي تعاني هذه الأيام من ندرة غير مسبوقة فيه بسبب "غياب البودرة" لدى الكثير من المصانع، بسبب تعطيل دخولها من ميناء الجزائر، حسب الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين. * وأضاف بأن الدولة تصرف سنويا ما قيمته مليار و200 مليون دولار في استيراد المادة الأولية لصناعة الحليب، والتي تبقى مدعمة في المصانع الخاصة التي يلجأ مسؤولوها إلى استغلال هذه المادة في مشتقات الحليب لمضاعفة أرباحهم، في حين أن هذه المادة دعمت لصناعة الحليب فقط، وهذا ما تسبب في الندرة الحادة هذه الأيام. * * الحليب الطازج يرمى وسكان المدن يتسولون حليب الأكياس * وأكد رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، أن الحليب الطازج الطبيعي يرمى في الكثير من المداشر والقرى، بسبب غياب أماكن مهيأة للتخزين من جهة، ورفض المصانع شراؤه لاعتمادها على المواد الأولية الجافة "البودرة" في صناعة الحليب من جهة أخرى، وهذا ما يجعل كميات هائلة من حليب الأبقار تضيع، في حين يتسول سكان المدن حليب الأكياس، الذي لا يحمل أي قيمة غذائية. * وفي هذا الإطار، طالب المتحدث السلطات المعنية بالاستثمار في الثروة الحيوانية، عن طريق بناء مراكز للتخزين، بالإضافة إلى إلزام مصانع إنتاج الحليب، بالاعتماد على الحليب الطازج، عوض البودرة المستوردة من الخارج بالعملة الصعبة، وذلك بهدف تحسين مستوى الحليب من جهة، وتشجيع الفلاحين على الاستثمار في تربية الأبقار من جهة أخرى. * * الحليب مقابل ال"غوفريت" * استغرب مواطنو بلدية الدارالبيضاء، أمس، من أحد التجار وهو يفرض عليهم شراء "الكوفريط" مقرونا بحليب الأكياس، وهو ما رفضه بعض المواطنين الذين قرروا الاستغناء عن شراء الحليب، بسبب ما وصفوه بسرقة هذا التاجر لجيوب زبائنه. * وطالب تاجر آخر من باب الزوار من كل مواطن يشتري ثلاثة أكياس من الحليب أن يشتري معهم مادة غذائية أخرى، وما خفي كان أعظم في العديد مدن و قرى الجزائر العميقة التي صار حليب الأكياس يشغل المواطنين ويباع ب "المعريفة". * رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، السيد زكي حرير، أكد على أنه من واجب المواطنين الإبلاغ عن هؤلاء التجار الذين يستغلون ندرة الحليب لبيع مواد أخرى، وهو ما يعاقب عليه القانون، كما أكد المتحدث على أن الظاهرة متواجدة بكثرة في الولايات الداخلية، خاصة في القرى أين تغيب فرق الرقابة.