أعلن البروفيسور محمد سحنوني، مدير مشروع البحث والاستكشاف في أقدم موقع للحضارة الإنسانية بشمال إفريقيا، صبيحة أمس، بمتحف الآثار لولاية سطيف عن اكتشاف 884 قطعة أثرية تمثل مجموعة من العظام لحيوانات عثر عليها بموقع عين الحنش الأثري التابع لبلدية الڤلتة الزرقاء. نصر الدين معمري يعد الموقع الوحيد الذي عرف تعامل الإنسان البدائي في كامل بلدان شمال إفريقيا بعدما أنهى فريق البحث المكوّن من 15 باحثا من داخل الوطن وخارجه جميع الدراسات العلمية المعمقة والتي ستساعد على إعادة تصميم البيئة التي كان يتواجد بها الإنسان في تلك الحقبة وهي شبيهة، حسب الباحثين، ببيئة سافانا الموجودة بجنوب وشرق إفريقيا التي تعد مهد الحضارة على الإطلاق قبل انتقال الإنسان إلى شمال إفريقيا وتحديدا سطيف والمرور إلى قارة آسيا. وتساعد هذه الدراسات في تحديد النمط المعيشي من خلال المقارنة بين التكنولوجية الحجرية المعتمدة آنذاك والعظام الحيوانية التي عثر عليها. وقد أكد الباحث الجزائري محمد سحنوني، المتخصص في علم الأنتربولوجيا وما قبل التاريخ والمحاضر بجامعة أنديانا الأمريكية بأن نتائج هذه الأبحاث الميدانية المدعمة نشرت في أكثر من 15 مقالا علميا في العديد من الدوريات العلمية المتخصّصة بأمريكا وأوروبا وكانت موضوع العديد من المحاضرات والندوات وكذا حوالي 05 رسائل في الماجستير والدكتوراه، قبل التسليم الرسمي لهذه الموجودات إلى مصالح المتحف الوطني للآثار بسطيف قصد إلحاقها بقائمة الجرد الوطنية. نشير إلى أن موقع عين الحنش، مصنف عالميا ضمن أقدم مواقع حضارة ما قبل التاريخ ويعود فضل اكتشافه للبروفيسور كاميل أرمبورغ سنة 1947 خلال جولة بحث في المستحثات شملت حوض بني فودة، وسبق أن تمّ به اكتشاف قرن كبير لحيوان يعود لفترة ما قبل التاريخ منذ حوالي سنتين