رفع فريق العمل الجزائري المكلف بإنجاز أحد أهم أنفاق الطريق السيار شرق غرب، على محور زيغود يوسف الحروش بمنطقة الكنتور الفاصلة ما بين ولايتي قسنطينةوسكيكدة، شكوى لدى مصالح درك زيغود يوسف يتهمون فيها فريق العمل الياباني بالغش في الخرسانة بإضافة الماء، مما يهدد النفق العملاق بالانهيار حسب هذا الفريق المكون من 43 عاملا من بينهم 16 مهندسا مختصا في الهندسة المدنية. * وتناول التقريران اللذان رفعهما فريق العمل الجزائري أحداثا دوّنت المكان والزمان والأسماء اليابانية التي قال أصحاب التقرير إنهم تورطوا في هذه الجريمة الخطيرة في آخر أنفاق الطريق السيار الذي من المفروض أن يسلّم في جوان 2012 ويسلّم معه الطريق السيار بصفة نهائية، وتم تدوين في التقريرين اللذين تمتلك الشروق اليومي نسخة منهما تورط عامل ياباني برتبة ملاحظ قام بزيادة كميات كبيرة من الماء بعد أن لاحظ تصلب الخرسانة التي يتم بها إنجاز النفق الجنوبي بالمجمع الخامس بشركة كوجال، وهو ما يتنافى مع المعايير العالمية المعمول بها وعندما تدخل مهندس مدني جزائري يدعى عادل بيدي وحاول منع ما أسماه المهندسون بالجريمة، تحول الأمر إلى شجار عنيف بين عمال يابانيين ومهندسين جزائريين قاموا باستقدام شاحنة خرسانة صالحة ولكنهم وجدوا أن الفريق الياباني أكمل عمله وأنجز جزءا من النفق بالخرسانة المغشوشة، وحتى المسؤول الياباني برتبة مناجير اعترف بأن الأمر غير مقبول ولكنه لم يحرك ساكنا. * المهندسون الذين تحدثت معهم الشروق اليومي قالوا إن النفق سيكون مهددا بالانهيار في بعض أجزائه بسبب هذا الغش الفظيع في الإنجاز، وقالوا إنهم مستعدون للعقاب والتوقف عن العمل إن أثبتت لجنة تحقيق وزارية أنهم على خطأ، خاصة أنهم أمضوا أزيد عن عامين يسهرون ليل نهار في مخاطر النفق الذي يسير إنجازه بالسرعة المطلوبة ولكن ليس بالدقة والنزاهة المطلوبتين، وتم رفع التقرير الأول من طرف مهندس مدني وهو مسؤول بشركة كوجال إلى رئيس المشروع ومديرية المشاريع الجديدة والوكالة الوطنية للطرق السريعة، بينما رفع التقرير الثاني عمال ومهندسي شركة كوجال في فرع النفق الجنوبي إلى رئيس مفتشية العمل بالحروش بولاية سكيكدة ومفتشية العمل بحامة بوزيان بقسنطينة ورئيس مشروع كوجال، وهذا تزامنا مع رفع شكوى لدى فرقة الدرك الوطني .. وأدى هذا التحرك إلى تأزم العلاقة بين الطرفين خاصة أن الطرف الياباني عندما اتصلنا به نفى جملة وتفصيلا كل الاتهامات الخطيرة الخاصة بالغش في الإنجاز وأيضا الاتهامات بالعنصرية في التعامل في آخر حلقات مشروع القرن.