وضعية جد متأزمة يحياها العمال الجزائريين بالشركة التركية "ماكيول" المكلفة بانجاز الجسور في القطاع الشرقي للطريق السيار شرق غرب لصالح الشركة اليابانية "كوجال" والكائن مقر ورشة العمل بقرية ميهوبي ببلدية زيغود يوسف، بسبب ما يلاقونه من سوء المعاملة وانعدام أدنى درجات الاحترام حيث أكد لنا جميع العاملين بساحة العمل أنهم تعرضوا في الكثير من المرات إلى الشتم والسب بكلمات لا تمت بصلة لأشخاص متحضرين منحدرين من الصول إسلامية ككلمة " حمير، عبيد، متشردين .... " وما إلى ذلك من العبارات الغير المفهومة باللغة التركية، علاوة على ذالك كثرة الإنذارات والتوبيخات الكتابية دون توضيح الأسباب والتي تخصم من رواتبهم الشهرية إضافة إلى انعدام وسائل الأمان التي يجب أن تتوفر لكل عامل نظرا لطبيعة العمل الصعبة حتى يؤدي واجبه على أكمل وجه كالقفازات والأحذية التي يتم منحها للعامل مرة واحدة كل ثلاثة أشهر وهي المدة المتعاقد بها مع العامل، دون تغييرها في حال ما تمزقت خاصة القفازات التي يجب تغييرها كل يومين إلا أنها لا تغير إلا بعد 15 يوما مما دفع بالبعض منهم إلى اقتنائها على حسابهم الخاص، ناهيك عن انعدام أحزمة الأمان التي يجب أن تمنح للعامل الذي يصعد لارتفاع يفوق 10 أمتار مما تسبب في وقوع عدة حوادث آخرها كان الأسبوع الماضي حيث سقط أحد العمال الجزائريين من هذا المرتفع لانعدام توفر حزام الأمان. فبالإضافة إلى خطورة العمل وغياب أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل عامل يعاني أكثر من 130 من العمال الجزائريين يوميا من سوء المعاملة والمساس بالكرامة بسبب كثرة الشتائم إلى حد أنه قد تعرض أحد العاملين للبصق من طرف عامل تركي مسؤول على ورشة العمل، هذه الأسباب وغيرها كتدني الأجور التي يقدر الأجر القاعدي ب 12000 دج وكذلك تدني المنح التي يحصلون عليها إذ تبلغ قيمة 3 منح مجتمع حوالي 1500 دج، ناهيك عن التمييز الواضح جدا من خلال المعاملة والفرق الشاسع في الأجور بين العمال الجزائريين والعمال الأتراك الوافدين إذ يبلغ أجر العامل التركي ما قيمته 1300 أوروشهريا ما يعادل 150 ألف دج ، دفعت بالعمال الجزائريين الدخول في إضراب مفتوح بداية من يوم 14 أكتوبر الجاري للمطالبة بحقوقهم بطريقة نظامية وقانونية بحضور مفتشية العمل بحامة بوزيان ونقابة العمال لولاية قسنطينة ناهيك عن حضور السلطات المحلية لبلدية زيغود يوسف والأمن والدرك الوطني إلا أن المسؤولين عن الشركة التركية "ماكيول "رفضوا الحوار مع هذه الهيئات مما دفع بالعمل المضربين تحت إشراف نقابة العمال إلى رفع شكواهم هذه التي تضم جملة من المطالب تحصلت الفجر على نسخة منها إلى والي ولاية قسنطينة وكذلك الوزارة الوصية كما تم إرسال نسخة منها إلى وزير الأشغال العمومية غول بغية التدخل لإيجاد صيغة مناسبة لهذا الوضع المتأزم. والجدير بالذكر أن هؤلاء العمال قد دخلوا في إضرابين سابقين الشهور القليلة الماضية تبعتهما وعود من طرف الشركة التركية بتحسين ظروف العمل ورفع الأجور غير أنها لم تتحقق.