كشفت مصادر متطابقة، أن التسجيل الصوتي الأخير للأمير الوطني للمدعو "عبد المالك درودكال" زعيم التنظيم الارهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كرس بصفة نهائية عزلة التنظيم على الصعيد الوطني والداخل الجزائري، وإعلانا عن نهاية التأثير في مجريات الواقع الميداني الجزائري بعد ما انتصر الجيش الوطني الشعبي على الجماعات الإرهابية عسكريا واستراتيجيا، حيث لم تعد قادرة على التحرك من قوتها الذاتية المنهارة فاتجهت نحو وسائط خارجية لإثبات وجودها الدعائي والإعلامي باستخدام "ماركة مسجلة" باسم تنظيم "القاعدة" العالمي الذي تحظى أنشطته بدعاية إعلامية واسعة على خلفية حرب افغانستان أياما قبل انعقاد مؤتمر حلف الأطلسي المخصص لدراسة الملف بلشبونة البرتغالية . * وبحسب مصادر خبيرة في شؤون الإرهاب فإن "عبد المالك درودكال" يسعى إلى الاستفادة من علامة "القاعدة" المسجلة لتسويق تنظيمه إعلاميا في الخارج بعد ما فقد السيطرة على الداخل بصفة نهائية بسبب محاصرته وبعض قياداته في معاقل الوسط، وقد تفاجأ المتتبعون لخطابه بتدحرج أولويات التنظيم بدعم ما يسمى "الأممية الجهادية"، حيث قدم الأوضاع في فلسطين والعراق والصومال عن الوضع في المغرب العربي بعبارة: "لن تنعموا بالأمن في أرض الله حتى ننعم به واقعا معاشا في فلسطين والعراق والصومال والمغرب الإسلامي"، ويشبه البعض ما أقدم عليه المدعو "أبو مصعب عبد الودود" إعلاميا بحادثة مهاجمة ثكنة المغيطي بموريتانيا قبل سنوات التي قدمها التنظيم الارهابي هدية "الحرب بالوكالة" لتنظيم "القاعدة" بالمنطقة وفق مقايضة استغلال الشعار بالخدمة تحت الوكالة. * فيما قرأ محللون أن "عبد المالك درودكال" قرر نقل ملف الاختطاف وطلب الفدية إلى أسامة بن لادن لسحب البساط من أمير "كتيبة طارق بن زياد" المدعو "عبد الحميد أبو زيد" الذي تعاظم دوره الميداني في منطقة الساحل الذراع الحية الوحيدة "للجماعة السلفية" بعد الشلل التام للدور المركزي ل "أبي مصعب عبد الودود" المحاصر بشكل باتت فيه عدة تقارير تتحدث على أن القائد الفعلي والميداني والحقيقي هو أمير كتيبة الصحراء الذي أصبح يحظى بدعاية إعلامية كبيرة لدى الدول الأوروبية عقب سلسلة اختطاف الرهائن الغربيين بمقايضة مع عناصر تهريب قبلية ومحلية وليس أمير التنظيم المختبئ في جبال الوسط الجزائري دون القدرة على التواصل . * ووفقا لذات الصورة، يرى عديد المراقبين أن "درودكال" يريد نقل مقاليد التفاوض إلى بن لادن للحد من نفوذ "عبد الحميد أبو زيد" الذي أصبح قناة تفاوض وحيدة مع دول غربية لتحرير الرهائن آخرها فرنسا التي أعلنت وجود اتصالات في هذا الشأن مع شبكات مقربة من "القاعدة" ويبدو أن "درودكال" أراد لفت النظر إليه كجهة تفاوض مباشرة حتى وإن أحال الملف إلى بن لادن للتدليل على تمحوره المركزي كأمير إقليمي رغم أن الأحداث الأمنية في الساحل تجاوزته نهائيا منذ عدة سنوات، حيث لا ذكر لنشاط تنظيم "القاعدة" سوى في منطقة الساحل جنوب الصحراء بسبب عمليات اختطاف رهائن غربيين في مناطق تقع في دول هشة عسكريا وبنيويا . *