أفضت عملية توقيف المستشار المكلف بالشؤون الاجتماعية بدائرة براقي المدعو "م. ل"، بعد ضبطه، متلبسا بالرشوة، الاثنين الماضي إثر معلومات عن تلقي المسؤول رشاوى من الراغبين في الحصول على سكنات اجتماعية إلى الكشف عن خيوط الفضائح التي هزت الدائرة الحضرية، حيث علمت " الشروق " من مصادر موثوقة أن مصالح الأمن ألقت القبض على نائب الرئيس وكذا المدير التقني لبلدية براقي أول أمس لتورطهما مع المستشار في قضايا تتعلق بنهب العقارات وتلقي رشاوى للاستفادة من السكنات الاجتماعية، بالإضافة إلى تبديد أموال عمومية والتزوير والاستعمال المزور في محررات رسمية وإبرام صفقات مخالفة للتشريع القانوني.
* وتضيف مصادرنا أن التحقيقات امتدت لتشمل كل المصالح التابعة للدائرة الإدارية لبراقي بعد أن تم تشميع مكتب المستشار المكلف بالشؤون الاجتماعية وحجز الملفات التي كانت بحوزته وجهازه الآلي الخاص، كما وسعت التحقيقات لتشمل براقي، الكاليتوس وسيدي موسى. * ويبين ملف موثق حازت "الشروق" على نسخ منه أن هذا الأخير استفاد بطريقة غير شرعية، من ثلاث قطع أرضية تابعة للصندوق الوطني للثورة الزراعية وهي "القطع 140، 165، 171"، في ظل وجود أصحابها الحقيقيين حسب القرار الولائي رقم 2709 المؤرخ في 30 نوفمبر 1988 طبقا للأمر 74 / 75 المؤرخ في 12 نوفمبر 1975 الذي يثبت أن هؤلاء استفادوا منها في إطار برنامج الدعم الفلاحي وهذا بمساعدة إطار سام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف. * كما تبين أن هذا الأخير متورط رفقة العديد من الأطراف في العديد من القضايا المتعلقة بالرشوة، حيث كان يتلقى مبالغ مالية تفوق 100 مليون سنتيم مقابل الاستفادة من السكنات الاجتماعية والعقارات في البلديات الثلاث التابعة للدائرة الإدارية لبراقي، كما استفاد من مبالغ معتبرة وصلته عن طريق مقاولين نظير استفادتهم من مشاريع ضمن البرامج الإنمائية للمقاطعة الإدارية لبراقي، إلى جانب ذلك فقد سجلت حالات كثيرة من النصب والاحتيال على المستفيدين في إطار مشاريع دعم تشغيل الشباب وكانت آخر قضية سجلت في هذا الإطار تلك المتعلقة بالمدعو "م.ش" الذي منح للمستشار "م. ل" مبلغ 150 مليون سنتيم للاستفادة من مشروع "مدجنة" ليجد نفسه ضحية نصب واحتيال. * هذه التجاوزات المسجلة تبقى جزءا يسير من مجموعة الخروقات والتجاوزات التي من المنتظر أن يكشف عنها التحقيق في الأيام القليلة المقبلة والذي سيطيح بأسماء ثقيلة في شبكة الفساد التي تعشعش المقاطعة الإدارية لبراقي. * *