عين، أمس، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الدولتين المستضيفتين لمونديالي 2018 و2022 لكرة القدم، وأنهى بذلك حالة الشك والترقب التي سبقت الإعلان عن النتائج النهائية من زيوريخ، عاصمة كرة القدم العالمية. في أمسية باردة، تردد بلاتير للحظات قبل أن يكشف للعالم أجمع، اسم دولة قطر.. وإذا كان بلاتير كما قال لا يعرف اسم الملف الفائز، إلا أنه كان يدرك بأن قطر هي التي فتحت باب كأس العالم للعرب، والذي بات موصدا في وجههم منذ أزيد من قرن. * * كانت لحظة تاريخة بحق، لأن دولة قطر عملت وصبرت وتحدت الكبار في سباق شاق، ومعركة عرف عنها دائما انعدام التكافؤ. المونديال في قطر بعد اثنتي عشرة سنة يعني أن العالم العربي استعاد حقا مشروعا في استضافة أكبر تظاهرة عالمية، بعد أن زارت كأس العالم كل أركان المعمورة . * وبكل صراحة، لابد من الاعتراف بأن حاملي الحلم القطري والمدافعين عن ملف "قطر 2022" قد حققوا في ظرف وجيز جدا. ما عجزت عنه دول تفوفهم خبرة ودعما سياسيا، وكلنا يتذكر ما تكبده المغرب في عدة مناسبات و"الصفر" المصري والعربي في تصويت سابق، حينها قال العرب إن المونديال حلم مستحيل.. لا ولن يتحقق، لكن دولة قطر كذّبت كل التكهنات وقلبت كل الموازين وآمنت بحظوظها، إلى أن وقف بلاتير على المنصة للإعلان عن اسم البلد الفائز. وبدون شك أن الملف القطري نجح في نسف العديد من الأفكار المسبقة، ورسم صورة جديدة لمنطقة الشرق العربي بعيدا عن التأويلات والشكوك. أما من الناحية الفنية، فقد أقنع الملف القطري أعضاء (الفيفا) وأبهر حتى المنافسين المباشرين له، فكانت له الحجة الدامغة، لافتكاك حق التنظيم، الذي لم ولن يكون مفاجأة عام .2010 * ومما لا شك فيه، أن تنظيم قطر لمونديال 2022، سيمهد لمرحلة جديدة، يجب الاستثمار فيها والاستفادة منها، فقطر اليوم ستنطلق في سباق مع الزمن لربح الرهان الكبير بأفكار جديدة وروح عالية. ولا يجب أن ننسى أبدا بأن تفوق قطر على الأمريكان وأستراليا، يعني بكل تأكيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد تبنى أفكارا جديدة رغم ما تعرض له من ضغط وما واجهه من هجمات، فقد خرجت إنجلترا مهد الكرة العالمية، وسقطت الولاياتالمتحدة القوة العظمى، وفازت قطر الدولة العربية المسلمة الصغيرة، وعاد الدب الروسي من بعيد.. فخطف حق استضافة مونديال 2018، وأمام هذا الإنجاز التاريخي الكبير لدولة قطر، نكتفي بالقول : هنيئا وشكرا يا قطر .