شرعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في التدقيق في ملفات الحجاج الجزائريين المتوفين بالبقاع المقدسة وكذا المصابين بأمراض مزمنة ولم تكتشف حالاتهم إلا بعد وصولهم إلى السعودية، قصد تحديد مسؤولية الأطباء الذين أكدوا أهليتهم الصحية البدنية والعقلية ورخصوا لهم بالتوجه إلى البقاع المقدسة بالإضافة إلى الفصل في توسيع القائمة الحمراء للأمراض التي تمنع أصحابها من أداء مناسك الحج، انطلاقا من دراسة تحليلية شملت الحجاج الذين عانوا من أزمات صحية بالبقاع المقدسة. * وكشفت، أمس، مصادر مطلعة بوزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات أن البعثة الطبية التي رافقت الحجاج الجزائريين إلى البقاع المقدسة قدمت جملة من المقترحات لتحسين التكفل بالحجاج على ضوء دراسة مفصلة لحالات الوفيات والأمراض الأكثر تعقيدا عند الحجاج الجزائريين التي حالت دون إتمامهم للمناسك وأزمت من وضعهم الصحي بسبب الضغط و الإرهاق، من ضمنها توسيع القائمة الحمراء للأمراض التي يمنع عن المصابين بها أداء فريضة الحج لموسم 2011 وإن أفرزت القرعة على مستوى البلديات أسمائهم. * وذكرت ذات المصادر أن البعثة أوصت بإدراج عشرة أمراض إضافية متعلقة بتعقيدات أمراض القلب والاضطرابات التنفسية وكذا أمراض متعلقة بطب العظام والمفاصل، حيث عكست دراسة تحليلية مست 40 ألف حاج جزائري عانوا من أزمات صحية خلال أدائهم لمناسك الحج خلال الموسم المنقضي أن 18.10 بالمائة من الحالات المعالجة تتعلق باضطرابات تنفسية لحجاج مسنين و17.9 بالمائة تعقيدات خطيرة لحجاج مصابين بأمراض القلب والشرايين و12.80 بالمائة تعقيدات حادة للمصابين بالسكري و10.70 بالمائة متعلقة بأمراض العظام والمفاصل استدعت عمليات جراحية للمصابين بها وتحويلهم إلى مستشفيات سعودية. * وسبق أن أدرجت لجنة خاصة على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات 20 مرضا وتعقيدا صحيا يمنع عن المصابين بها أداء فريضة الحج لموسم 2010 وإن أفرزت القرعة على مستوى البلديات أسماءهم، حيث تضمنت القائمة ثمانية أنواع من أمراض القلب والشرايين وأربعة أمراض عقلية تمثل مختلف أنواع الانهيارات العصبية الحادة والجنون بالإضافة إلى الأمراض التنفسية الحادة المزمنة ومرض القصور الكلوي، كما دعت اللجنة مراجعة عمل أطباء اللجان الولائية المكلفة بالمراقبة القبلية للحجاج، حيث اعترف وزير الصحة أن بعض الحجاج المصابين بالأمراض العقلية والعضوية المزمنة الخطيرة اشتملت دفاترهم الصحية على تقارير طبية تمنعهم من التوجه إلى البقاع المقدسة، في حين تضم بعض الدفاتر الصحية الأخرى لحجاج مرضى عن تقارير طبية إيجابية يُحتمل أن الطبيب المراقب قد تغاضى النظر في تحريرها عن ذكر بعض الأمراض المصاب بها الحاج تعاطفا معه أو بحكم صلة قرابة قصد عدم منعه من أداء المناسك.