أعربت الهيئة الوطنية لمناهضة الفكر الاستعماري والجمعية الوطنية 08 ماي 1945 ، في بيان وزعتاه على هامش أشغال الندوة الدولية المنظمة بالجزائر العاصمة لإحياء الذكرى ال 50 للإعلان المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة، عن رفضهما لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووصفته ب "الأبهة الزائفة" وقال البيان: "الاتحاد يحمل في طياته مشروعا استعماريا قديما يمتد من زمن الحرب العالمية الثانية، ويحمل في طياته مشروع استعماري جديد في حلة جديدة''. وأضاف البيان أن الاتحاد من أجل المتوسط يستهدف منطقة شمال إفريقيا وإفريقيا كاملة، كما يستهدف تحويل البلدان الإفريقية إلى"محتشد" للحراقة''، في المقابل يسعى لتكريس هجرة انتقائية للأدمغة والكفاءات خدمة لمصالحهم. ودعت المنظمتان غير الحكوميتن كافة البلدان المستعمرة سابقا ومثقفي الشعوب المستعمرة من طرف فرنسا، إلى ضرورة الاستمرار في الحوار مع المنظمات غير الحكومية لتكون "طرفا" في عملية تنفيذ مخطط عمل يرمي إلى الدفاع عن "مبدأ اعتراف الدول الاستعمارية بالجرائم المرتكبة في حق الشعوب المستعمرة "، ودفعها للاعتذار عن جرائمها في حق الشعوب المستعمرة، واعتبرتا أنه حان الوقت لبعث كتلة افرو- مغربية لتبني المطلب والدفاع عن المبدأ ''الذي لا يساوم''، وهو وجوب اعتراف فرنسا بجرائمها وإجبارها على التعويض وفقا للشرعية الدولية''. وأكدت المنظمتان في بيانهما أن الفعاليات المدنية في الجزائر ترفض أي شكل من أشكال "التوبة" التي تظهر في شكل اعتذار شفهي قد يطلقها الرئيس ساركوزي في وسائل الإعلام أو البرلمان الفرنسي، كما دعتا إلى توحيد جهود المعنيين وتوسيع النقاش من أجل التوصل إلى آليات فعالة للضغط على الاستعمار القديم من أجل الاعتراف والاعتذار، وحذر مما تحمله العولمة من استعمار جديد ومعصرن يستهدف الشعوب الضعيفة، التي وصفها بآلة النهب والسلب الشرسة. ودعت الهيئة الوطنية لمناهضة الفكر الاستعماري والجمعية الوطنية 08 ماي 1945 اللتان تمثلان المجتمع المدني إلى الإعداد لجمعية عامة تأسيسية للهيئة العالمية لمكافحة الفكر الاستعماري و التي يتمحور برنامجها حول مواصلة الحوار و التشاور مع المنظمات غير الحكومية و مثقفي الشعوب المستعمرة سابقا بهدف تأسيس " هيئة مطالبة". مطالبتان بضرورة تطبيق معاملة مماثلة التي تتبناها اليابان مع الصين و كوريا و كذا اوروبا مع الشعب اليهودي و ألمانياوفرنسا".