دعا المشاركون في أشغال الندوة الدولية الخاصة بإحياء الذكرى ال50 للمصادقة على اللائحة 1514 الخاصة بمنح البلدان والشعوب المستعمرة استقلالها ، أمس، إلى تفعيل العمل والتضامن من أجل إنهاء الاحتلال في 16 إقليما مستعمرا عبر العالم، مبرزين حالتي فلسطين والصحراء الغربية. نالت قضية فلسطين والصحراء الغربية حصة الأسد من طرف المتخلين في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية لإحياء الذكرى ال50 للمصادقة على اللائحة الأممية1514 الخاصة بمنح البلدان والشعوب المستعمرة استقلالها ، وفي هذا الاتجاه ذكر ممثل المجتمع الدولي بيار غالان بواقع الاستعمار في فلسطين والصحراء الغربية، مطالبا بتمكينهما من تقرير مصيرهما ونيل استقلالهما. وأبرز غالان سياسة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي القائم على لغة الحوار والسلام، بعدما وصف صمود الصحراويين ب»النموذجي« ، داعيا الأممالمتحدة إلى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو، وطالب مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق حول ما حدث في العيونالمحتلة يوم 8 نوفمبر الماضي. وفي تدخله، تطرق المتحدث إلى القضية الفلسطينية، حيث طالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة قائلا» لا يمكن التسامح مع الحصار المضروب على غزة، « داعيا إلى كسره والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع. أما ممثل الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة طاي بروك زرهون فقد اعترف بعدم تمكن الأممالمتحدة من تصفية الاستعمار في 16 إقليما عبر العالم، بعدما ذكر بالمسار الذي عرفه تحرر شعوب العالم ودور اللائحة 1514 في حصول عديد من الشعوب لاستقلالها، مشددا على أن تصفية الاستعمار تحتاج إلى هبة تضامنية عالمية. من جهته، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إحياء هذه الذكرى حدثا رئيسيا في الدبلوماسية الدولية و خطوة عظيمة أنهت حركة الاستعمار في كثير من البلدان، وأكد أن اللائحة الأممية جاءت تتويجا لتضحيا كبرى من طرف شعوب التي ناضلت من أجل نيل استقلالها«، مشيرا إلى أن إصدار هذه اللائحة إيذانا بتغير العالم. ورأى المتحدث أن هذه اللائحة جاءت نتيجة ثمرة لتحرك دبلوماسي رصين قاده ثلة من السياسيين الأحرار، وأبرز دور الجامعة العربية في مناصرة حركات التحرر عبر العالم وتكريس حق تقرير المصير « ، مشيدا بما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات، واستدل لعدد الشهداء الذين سقطوا في سبيل استرجاع الجزائر لسيادتها الوطنية دون أن يغفل الحديث عن دور المرأة الجزائرية إبان معركة التحرر. وتوجه عمرو موسى إلى القوى المهيمنة في العالم قائلا مهما كانت قوتهم العسكرية ومؤامراتهم السياسية فهم يسيرون عكس حركة التاريخ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني الذي مازال حقه في الاستقلال منكرا لن يسلم في حقوقه، منوها باعتراف البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وارجع سبب التوتر القائم في العالم إلى التحرك بعيدا عن الأممالمتحدة وميثاقها. وفي تدخله، أبرز رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ الدور الطلائعي الذي لعبته الجزائر ودعمها المتواصل واللامشروط في سبيل تحرر الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار، مذكرا بحركات التحرر التي شهدتها عديد من الدول الإفريقية في سبيل نيل استقلالها، ناهيك عن زوال نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا. ولم ينس المتحدث التذكير بحالة الاستعمار في الصحراء الغربية ضمن 16 حالة في العالم، قائلا إن هذه المنطقة مازالت بعد 50 سنة من إصدار اللائحة الأممية تنظيم استفتاء حق تقرير المصير. أما نائبة رئيس سابقة للجمهورية الاشتراكية الفيتنامية نقين ثي بينه أن المصادقة على اللائحة 1514 » توجت مسارا طويلا من كفاح شعوب قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية«، كما أنها سمحت باستقلال المئات من الدول التي كانت تزرح تحت نير الاستعمار، إلا أنها أضافت أن هناك عمل كبير مازال ينتظر المجتمع الدولي في سبيل الحرية والديمقراطية ، مذكرة بفلسطين والصحراء الغربية. وأدانت المتحدثة الاستعمار الجديد المبني على نهب ثروات الدول المستعمرة قديما ، ودعت إلى التعاون جنوب جنوب و تفعيل التضامن بين هذه الدول لتحقيق الأهداف المرجوة. وفي تدخله، طالب الرئيس السابق لجنوب إفريقيا تابومبيكي إلى ضمان عملية التحرر لكافة دول وشعوب القارة الإفريقية، مذكرا بالمعاناة التي يعيشها الشعبين الفلسطيني والصحراوي تحت الاحتلال الصهيوني والمغربي. من جهته، أوضح الرئيس الزمبي السابق كينيث كاوندا أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية، أن الثورة الجزائرية شكلت مرحلة استلهام لدول القارة جمعاء ومكنت الشعوب الإفريقية من مقاومة الاستعمار ومناهضة نظام الأبارتيد بجنوب إفريقيا، داعيا إلى التضامن مع الدول التي لازالت تعيش تحت وطأة الاحتلال. أما الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو فقد أثنى على الدور الذي لعبته الجزائر مع الاتحاد السوفياتي من اجل تبني اللائحة الأممية 1514 من طرف الجمعية العامة، مشيرا إلى أن الدول التي عانت من ظاهرة الاستعمار لن تقبل ببقاء دول تعيش تحت الاحتلال، داعيا إلى العمل من اجل استرجاع استقلال هذه الدول عبر انتهاج وحدة سياسية من اجل انهاء الهيمنة.