إسماعيل خباطو عكس الأخبار المؤسفة التي راجت أمس، والتي تحدثت عن وفاة أول مدرب في تاريخ المنتخب الوطني لكرة القدم الوطني عمي إسماعيل خباطو، مايزال عمي إسماعيل والحمد لله حيا يرزق، وجدناه صبيحة أمس بصحة جيدة، عندما استقبلنا بابتسامته المعهودة أمام بيته بحي الينابيع بالعناصر . وبالرغم من المصاب الجلل الذي ألمّ به وبالعائلة، وهذا بفقدان رفيقة دربه خالتي صفية رحمها الله، التي وافتها المنية أول أمس، يبقى عمي اسماعيل مؤمنا بقضاء الله وقدره، وهذا رغم انزعاجه الشديد من إشاعة وفاته التي أحدثت له بعض الضرر المعنوي، جراء الخلط بينه وبين وفاة زوجته . " أنا مازلت حيا وهم قتلوني " ، كانت أول كلمة قالها لنا عمي اسماعيل مباشرة بعد ما علم أننا صحفيون من جريدة الشروق جئنا من أجل تعزيته، ثم أردف يقول بنوع من المزاح، " الله يسامحهم هؤلاء " . كما أبدى عميد المدربين الجزائريين استياءه واندهاشه من نشر مثل هذا الخبر، الذي اعتبر أنه لا يعكس الإحترافية التي يجب أن تتحلى بها الصحافة المطالبة بالتأكد من الخبر قبل نشره، خاصة عندما يتعلق الأمر بوفاة شخص. من جهة أخرى، وفي لحظة غضب، أوضح المدرب الذي ارتبط إسمه بفريق مولودية الجزائر كلاعب ومدرب، أنه فكر في رفع دعوى قضائية ضد الأطراف التي نشرت الخبر، قبل أن يطلب منا التكفل بمسألة تكذيب الإشاعة وإعلام الناس انه مايزال على قيد الحياة.
خبر وفاته إنتشر كسرعة البرق و كان خبر وفاة اسماعيل خباطو، انتشر بسرعة البرق أمس، وأحدث ضجة كبيرة في الوسط الكروي، خاصة في العاصمة، ومن دون شك أنه يكون قد شكل صدمة قوية للكثير من الأشخاص الذين يعرفونه، خاصة أصدقاءه المدربين، ومئات اللاعبين الذين كان أشرف عليهم خلال مسيرته الكروية الطويلة، الحافلة بالإنجازات سواء مع المنتخب الوطني أو مختلف الأندية الوطنية التي دربها (مولودية الجزائر، إتحاد البليدة، أولمبي العناصر، وداد بوفاريك)، وهذا بالنظر إلى السمعة الطيبة، والحب الكبير الذي يكنه الجميع لواحد من أكبر التقنيين الذين أنجبتهم كرة القدم الجزائرية .
إنزعاج كبير لدى سكان الحي من جهتهم، أبدى عدد من شباب الحي وبعض جيران عمي اسماعيل خباطو الذين إلتقيناهم أمس انزعاجهم الشديد للإشاعة التي آلمتهم كثيرا، نظرا لما يمثله عمي اسماعيل بالنسبة لهم، هذا واستوقفنا أحد هؤلاء الشباب الذي راح يحدثنا عن يوميات عمي اسماعيل في الحي، المعروف بحبه الكبير للحلويات التي يحملها دائما معه من أجل تقديمها للأطفال الذين يلتقي بهم . للإشارة، يعتبر اسماعيل خباطو أول مدرب أشرف على المنتخب الوطني، وكانت أول مباراة له على رأس العارضة الفنية بتاريخ 6 جانفي من سنة 1963 والتي كانت جمعت المنتخب الوطني بتشكيلة منتخب بلغاريا. أما حاليا فهو لا يبارح كثيرا بيته بالنظر إلى تقدمه في السن، حيث يناهز ال 90 سنة . الجدير بالذكر، أن الموقع الإلكتروني للفاف كان أول من نشر الخبر المزعوم لوفاة عمي اسماعيل خباطو قبل أن يتم حذفه فيما بعد، وهو الخطأ الذي ارتكبته أيضا بعض الصحف الوطنية التي تناقلت الخبر .
الشروق تعزي عمي اسماعيل في زوجته إثر المصاب الجلل بفقدان الزوجة والأم الغالية خالتي صفية رحمها الله، تتقدم جريدة الشروق بتعازيها القلبية إلى عمي إسماعيل خباطو، وجميع أفراد العائلة، راجية من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة ويلهم ذويها الصبر الجميل وكل نفس ذائقة الموت. إنا لله وإنا إليه راجعون