لقيت الاحتجاجات التي تشهدها بعض مناطق الوطن اهتماما بارزا من طرف الصحافة الدولية، وذهب بعضها إلى وصف هذه الأحداث بثورة الجياع. ولم يقتصر التداول الإعلامي للأحداث على الصحافة العربية، بل تعدتها إلى صحافة الولاياتالمتحدة في القارة الجديدة، مرورا بصحافة القارة العجوز . * الدستور الأردنية كانت من بين الصحف التي تطرقت إلى الاحتجاجات التي تعيشها بعض مدن البلاد، وعنونت مقال لها ب "غلاء المعيشة يشعل احتجاجات عنيفة في الجزائر". وكتبت "امتدت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار السلع بالجزائر إلى ولايات أخرى، فيما يخيم الحذر الشديد على عدة أحياء بالعاصمة الجزائرية، التي شهدت انتشارا كثيفا لعناصر قوات مكافحة الشغب " . وتحدثت الصحيفة، عن سقوط جرحى في هذه الأحداث جراء الصدامات التي وقعت بين المتظاهرين ورجال الشرطة، كما تحدثت عن إقدام المتظاهرين على غلق الطرقات ومهاجمة مقار حكومية . صحيفة اليوم السابع المصرية تطرقت أيضا إلى الاحتجاجات وعنونت ب"اتساع نطاق الصدامات في الجزائر بسبب الغلاء"، وقالت الصحيفة إن "المصادمات التي بدأها في الجزائر مجموعة من الشبان احتجاجا على غلاء المعيشة توسعت مساء، وتحولت إلى أعمال عنف ولكن من دون الإعلان عن سقوط ضحايا " . وأوردت الصحيفة أن "الصدامات امتدت إلى عدد كبير من أحياء الجزائر العاصمة أمس، مما حمل عددا من التجار إلى إقفال محلاتهم بعد الظهر"، فيما فضلت التركيز على أحداث باب الوادي، قائلة بأن الشرطة اضطرت لاستعمال خراطيم المياه. من جهته، موقع قناة ال "بي. بي. سي" البريطانية تحدث عن وقوع اشتباكات بين الشباب المعترض على ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع الشرطة في العاصمة الجزائر، وقال إن "قوات الأمن اضطرت لاستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب الغاضب الذي أشعل إطارات السيارات وصناديق القمامة " . وفي مقال عنوانه "تجدد المصادمات خلال احتجاجات على ارتفاع الأسعار"، قالت المؤسسة البريطانية إن الصدامات امتدت إلى عدد كبير من أحياء الجزائر العاصمة، ما حمل عددا من التجار إلى إقفال محلاتهم بعد الظهر، كما خلا وسط المدينة من السيارات ولكنه اكتظ بالشبان". يومية لوباريزيان الفرنسية وعلى عكس غيرها من الصحف، تحدثت عن عودة الاستقرار إلى العاصمة أمس الجمعة، وتحت عنوان "شوارع منظفة ومساجد تراقبها الشرطة"، كتبت الصحيفة "بعد الاحتجاجات التي عاشتها شوارع عدد من المدن الجزائرية الخميس، عادت الأمور إلى طبيعتها صبيحة الجمعة " ، غير أن ذلك لم يمنع الشرطة - تضيف لوباريزيان - من أن ترابط بالقرب من مساجد الأحياء الحساسة بالعاصمة . وتحت عنوان "الاحتجاجات تتوسع في الجزائر"، كتبت يومية لاكروا الفرنسية "الاحتجاجات التي قامت بها المجموعات الشبانية بدأت تتوسع، إلى مختلف أحياء العاصمة ومختلف المدن الأخرى كوهران وقسنطينة وبعض مدن القبائل، كما بدأت تأخذ طابع العنف". وركزت الصحيفة على الأحداث التي عاشتها بعض الأحياء الشعبية، على غرار أحياء مدينة الحراش، كما لفتت إلى وصول فتيل الاحتجاجات إلى بعض الأحياء الراقية في أعالي العاصمة، مثل الأبيار، التي شهدت بدورها اضطرابات قام بها شباب متذمر. وكتبت الصحيفة "بعد الأحداث التي عاشتها تونس، جاء الدور على الجزائر هذه المرة، والسبب هو صعوبة ظروف العيش بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفشي ظاهرة البطالة بين الشباب " . من جهتها، لم تتخلف يومية شيكاغو تريبيون الأمريكية عن مرافقة التداول الإعلامي لأحداث الجزائر، وأبرزت هذه الجريدة صورة امرأة وسط حشد من عناصر مكافحة الشغب بالحراش، وتحت عنوان "هدوء متوتر في الجزائر بعد أحداث شغب"، كتبت شيكاغو تريبيون تقول إن "موجة الاحتجاجات غذتها حالة الإحباط التي يعاني منها الشباب في دولة لم تتمكن من ترجمة وفرة النفط والغاز إلى أداة لتحقيق الازدهار " . أما يومية الواشنطن بوست فأبرزت صورة لشاب جزائري بحي باب الوادي يدفع عربة القمامة إلى حريق في أحد شوارع حي باب الوادي في الجزائر العاصمة. وقالت الصحيفة إن حشودا من الشباب المتذمر أضرموا النار في العجلات المطاطية والمباني، و رموا بالحجارة على الشرطة في العاصمة الجزائرية بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية . * * طالع أيضا * باريس تدعو رعاياها المقيمين بالجزائر لتوخي اليقظة والحذر