مباشرة بعد دفن الشاب محسن بوطرفيف بمقبرة بوخضرة بولاية تبسة في حدود العاشرة صباحا، اتصلت الشروق اليومي بوالد محسن السيد اعمر الذي امتزج رده بكثير من البكاء على ابنه.. السيد اعمر قال أنه سارع في عملية الدفن إكراما للميت وتيمنا بالسنة النبوية الشريفة، * وقال أن الجنازة سارت في هدوء كما تمناها لأنه رفض استعمال حادثة فقدانه لابنه لمآرب أخرى لاحظ أن أطرافا حاولت أن تجعلها مطية لتحقيق أهدافها، وقال "الله يهدي الشباب حتى لا يكون مصيرهم مثل مصير إبني، عليهم أن يتذكروا أن لهم آباء وإخوة وأبناء وأمامهم ساعات وسنوات بإمكانهم أن يحققوا فيها كل أمانيهم" ثم أجهش بالبكاء وهو يقول "ابني رحل وترك طفلين وزوجة حاولت هي أيضا بعد أن أشعل النار في جسده الانتحار فنجت بفضل مجهودات أطباء مستشفى مرسط حيث نقلناها في حالة خطيرة قبل أن تجرى لها عملية غسل الأمعاء بعد أن تعاطت كمية من الأدوية.. وبعد سماعنا زوال أول أمس خبر وفاة ابني محسن ساءت حالتها خاصة أنها حامل.. إنني لا أستطيع تحمل رؤية طفلي ابني وهما ينظران إليّ!.. ولا يفهمان ما يجري من حولهما".. ودون أن نسأله راح يقول: "ربي يسامح رئيس البلدية الذي حرّض ابني على حرق نفسه" فسألناه إن كان سيسامحه فقال "لا أستطيع، لأنه ابني والله وحده من يسامح" وأسمعنا تسجيل يقول أنه سيحتفظ به مدى الحياة لرئيس البلدية وهو يقول لابنه "أحرق نفسك وما عندك ما تقضي" أما عن آخر كلمة قالها محسن قبل أن يدخل في غيبوبة بعد حرق نفسه، فكانت "راو قالي احرق روحك والله غير نديرها".. وتوقف عمي اعمر عن الحديث وأجهش بالبكاء وبقي يردد "ربي يهدينا.. ربي يهدينا".