كشف نص الاستقالة التي تقدم بها السفير التونسي باليونسكو (بباريس) المازري حداد والتي قدمها للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل ساعات من هروبه إلى الخارج عن بعض تفاصيل وكواليس ما كان يحدث داخل أروقة نظام بن علي قبل الهروب الأكبر "للزعيم". * ودعا المازري في نص استقالته التي تحصلت "الشروق" على نسخة منها أمس الرئيس بن علي إلى إلقاء القبض على اللصوص والنشالين لاسيما عماد وبلحسن الطرابلسي والإعلان عن عفو عام وعودة المنفيين السياسيين، وتخفيف معاناة الفقراء عبر إجراءات ملموسة، والترخيص لمراسلي الصحافة الأجنبية بدخول تونس، وإنشاء صندوق إعانة للعاطلين يمكن تمويله بمساهمة من وصلوا إلى اكتساب ما يكفي من الثروة لكي يعطوا الآن إلى الفقراء والعاطلين، وإلغاء عقوبة الحكم بالإعدام "الذي ما توقفت عن طلبكم أن تقوموا به منذ سنة 2000 والذي كنتم على وشك أن تحققوه سنة2001 بعد الدراسة التي سلمتها إليكم". * وتتضمن الاستقالة تفاصيل عن آخر مكالمة تلقاها المازري من الرئيس المخلوع في 10 جانفي 2011 وطالبه المازري حينها بنزع سلاح الشرطة، لأن إقالة وزير الداخلية وتعويضه برجل ذي كفاءة لن يكون له أي أثر مادام هناك موتى، ودعاه إلى تحويل "شرطة الأمن إلى شرطة قريبة من المواطن"، وحذر المازري بن علي من مستشاريه المقربين "الذين قادوا البلاد إلى هذه الكارثة". * وطالب سفير تونس في الأممالمتحدة الرئيس بن علي بالتحرر "من تأثير عبد الوهاب عبد الله المؤذي ومن ابنه الروحي أسامة رمضاني، لا لأنهما قاما بملاحقتي بحقدهما منذ إحدى عشرة سنة، بل لأنهما مصدر تدجين وإخضاع للصحافة المكتوبة والسمعية البصرية في تونس وتهميش نخبتها من المثقفين وتشويه صورة بلادنا في العالم". * وأضاف المازري في حديثه الهاتفي مع بن علي "المتظاهرون ليسوا ضدّكم أنتم، بل ضدّ حكم القلة (الأوليغارشيا) التي أصبحتم رهينا لها، والتي ما كفّت عن نهب ثروات البلاد وابتزاز الناس النزهاء وإهانة المستثمرين الأجانب الذين يرتبط بهم اقتصادنا الوطني. * واقترح المازري على بن علي استقبال أحمد نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر (قياديين في المعارضة ووزيرين حاليين) في القصر واعتبر أنهما "الرجلان الوحيدان الموجودان في تونس والقادران على مواجهة التحدي الكبير الذي يمكنك أن تقترحه عليهما مما سيجنب تونس الأسوأ". * وقدم المازري الذي يعد واحدا من المثقفين التونسيين عدة أسماء للرئيس المخلوع لتولي مناصب وزارية في الحكومة كصلاح الدين معاوية على رأس وزارة الإعلام، وفتحي الهويدي على رأس الوكالة التونسية للاتصال الخارجي، وشدد على ضرورة أن يضع الرئيس (المخلوع) ثقته في محمد الغنوشي الوزير الأول وكمال مرجان. *