إستغل الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إحباط محاولة تفجير الطائرات الإنجليزية التي كانت متوجهة إلى الولاياتالمتحدة لإعادة صور دمار 11 سبتمبر 2001 ليعود إلى أحقاده على الدين الإسلامي، حيث قال نهار أمس إن العالم عرف الآن أن واشنطن تحارب "الفاشية الإسلامية" وهو التصريح الذي لم يثر أيا من الحكام العرب المسالمين ما عدا الانتقاد (البارد) الصادر من مسلمي الولاياتالمتحدة الذين تمنوا أن لا يقرن الرئيس مرة أخرى ما بين اسم الإسلام والفاحشية.. وكان بوش قد قالها صراحة أنه بصدد خوض حرب صليبية جديدة ضد الإسلام، وهذا في سبتمبر 2001، ليضع يده مع اليهود ضد مسلمي حزب الله في الحرب الدائر رحاه حاليا في لبنان، وتأكد الآن بما لا يدع مجالا للشك أن بوش هو الرئيس الأمريكي الأكثر عداء للإسلام، وهو عداء متوارث من أجداد عائلة بوش، إذ من المعروف أن الجد الأكبر للرئيس الأمريكي أصدر عام 1830 كتابا بعنوان "حياة محمد مؤسس دين الإسلام وإمبراطورية العرب والمسلمين" وهو مؤلف باللغة الإنجليزية عاد الآن للظهور، تحدث فيه صاحبه عن ما أسماه "بأكاذيب" نبي الإسلام.. والجد بوش هو قس من مواليد 1796 وتدرّج في مناصب دينية كبيرة وتخصص في علم مقارنة الأديان، حيث اهتم بدراسة الأديان السماوية الثلاثة ودافع بقوة عن تقارب اليهودية مع المسيحية ورأى -وهذا منذ 1830 - بأن الإسلام خطر على الحضارة الأمريكيةالغربية، وظل يدعو لبتر كل أوردة الامبراطورية العثمانية، واعتبر احتلال الإنجليز لدول إسلامية وفرنسا لشمال إفريقيا وبلاد الشام ضرورة لأجل دفن هذا الدين الذي أقلق بوش الجد تماما كما هو فاعل حاليا مع بوش الحفيد.. الجد بوش في كتابه الملعون قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم حاول في بداية رسالته التقرب من اليهود ليكون نبيا لهم وعندما صدوه غضب منهم وقام بتحويل قبلة الصلاة من القدس - بيت اليهود!- إلى مكة -بيت العرب-، وقال الجد بوش أيضا إن القرآن هو كتاب سرق تفاصيل خاطئة من الإنجيل ومن التوراة وقام بتعديلات حسب مقاس كاتبه الذي منح صفة الذبيح لإسماعيل بدلا من إسحاق، وتجاهل النبي (إيليا) اليهودي وعوضه بأنبياء آخرين حسب المزاج!... وحتى لا ندخل في تفاصيل هذا الكتاب الملعون الذي أعيد نشره منذ عهد الرئيس بوش الأب وذاع صيته في زمن الابن بوش حتى كاد يدخل مكتبة الأزهر.. نقول إن بوش الحالي لم يكتب ضد الإسلام وإنما فعل في حروبه الثلاث ضد أفغانستان والعراق ولبنان وسلاحه القادم موجه إلى سوريا وإيران.. وطبعا إلى دول أخرى ضمن حملات إستعمار جديدة لا (إعمار) فيها بل مجرد فوضى ودمار.. عبد الناصر